مرحبا أيها الحبيب!!

يقبل رمضان في كل عام وتسبقه بشائر لا تخطئ الروح آثارها وعلى مر السنين تتوثق العلاقة بين المؤمن ورمضان حتى كأن رمضان هو الحبيب الذي ينتظر مقدمه كل مؤمن.
عبق رمضان الذي استنشقته روحي منذ ما يزيد على خمسة عقود من الزمان مايزال يعاودني كلما عاد هذا العائد الكريم آثاره التي جلبها منذ ذلك الحين لا تزال تظلني أصوات المرحبين به في أوائله والمودعين في أواخره صلاة التراويح أذكاره المميزة وحتى وجباته التي لها طابع التفرد كانت وماتزال تؤكد حضورا مميزا لسيد الشهور.
لا غرابة إذن أن يقضي سلفنا الصالح نصفي العام بين انتظار لرمضان وفرحة بمقدمه وبين توديع له وأسف لرحيله.
أيها القادم الحبيب.. هل تذكر طفلا كان يعمر لياليك مع السمار¿ يردد معهم:
“مرحب مرحب يا رمضان.. يا مرحبا بك يارمضان”..
وقلبه الصغير يخفق بجذل كأنه يعانقك عناق طفل لأبيه العائد من غياب¿
هل تذكره وهو يقوم مع القائمين في ليلة المولد التي توافق ليلة الفرقان وليلة القدر مرددين جميعا:
“مرحبا يانور عيني مرحبا .. مرحبا جد الحسين والحسن”
وتتبلل لحى الكبار بدموعهم ونبكي معهم نحن الصغار حنينا للأحبة الذين لا نعلم عنهم الكثير ولكننا نحبهم كحب الآباء لهم.
وهل تذكرني وأنا أودعك بحزن مع المودعين:
“مودع مودع يا رمضان .. في إداعة الله يارمضان”
هكذا كنا نقولها بلهجتنا التي توافق معناها العربي الفصيح وداعة الله¿
إن كنت تذكرني أيها الحبيب فأنا لا زلت أذكر بروح الطفل الذي شاخ جسده كل ملامحك التي لم يغيرها الزمان كما غير محبيك.. فمرحبا أيها الحبيب.

قد يعجبك ايضا