اقتراب وابتعاد
لحظة يا زمن
كلما اقترب منها ابتعدت .. وكلمات ابتعد اقتربت .
يتوقف وهي تقبل نحوه ..تنمحي من نفسه كل ما يتصل بالزعل والحنق ..وتغمره مشاعر الرضاء والارتياح في وقفته تلك وقد لاحظت عن قرب مدى البشاشة في وجهه .
تتأني في خطواتها الباقية على مهل تضع القدم وتثبت الآخر حتى المسافة المقدرة بينهما بارتفاع الساعد والذراع في الهواء ,تأخذها الأفكار الصبيانية والشيطنة وهو على وشك تحريك الشفاه ..لينطق بكلمة مرحبا ..حتى تجفل كمهر وتلتف على نفسها دورة كاملة ثم تبتعد بخطو حثيث في البدء ..ثم تبطئ على مهل عائدة من نفس الاتجاه الذي قدمت منه.
كما هو في وقفته ..وعادت شفتيه إلى الانطباق ..تعاوده مشاعر ليست بالدهشة ولا العجب .
هي أقرب إلى السؤال الذي يتفرع منه أكثر من سؤال وسؤال يتبع سؤال ..لا يستطيع لكل هذه الأسئلة جواب .
محتار في وقفته يقلب الأمر على أكثر من وجه ..تكون هي قد غابت من مجال النظر ..ولا يتبقى لديه سوى تلك الابتسامة الغامضة التي ارتسمت على وجهها وهي تدنو قريبا منه.
بدلا من أن تعتريه مشاعر الزعل والحنق وردات الفعل الغاضبة .
يغوص في تحليل واستنتاج ..ماذا تعني تلك الابتسامة ¿
وبدلا ..من فرز مشاعره حينها ..تحديد الكيفية التي يتخذها تجاه ذلك السلوك الغريب الذي أبدته تجاهه , وتثير لديه شعور الانزعاج والضيق .
تاه ..الذهن في استعادة اللمحات الخاطفة حين بدا وجهها يقترب منه وتلك الابتسامة الغامضة التي تبدو له الآن وهو يحلل ما وراءها ..أن تأمر وخداع يختفيان وراء تلك الابتسامة وزاد الأمر تأكيدا لديه أن الحدس كان مصيبا في تلك اللمحة الخاطفة .
انتبه ..في وقفته وعودته من ذلك السرحان ..وقال لنفسه :أحقيقة كان الأمر ..أم عبث !