حجة سفينة السلام
ـ لم يقف يوما معسكر الأمن المركزي بمدينة حجة ضد الشرعية ولم يقف ضد التغيير والثورة منذ 2011م والمعسكر وقيادته ملتزمة بما يتم الاتفاق عليه بين القوى السياسية بالمحافظة والأخيرة متفقة على تجنيب المدينة والمحافظة الصراعات ومن حكم صنعاء فكلنا عون له .
(العرضي) لم يعترض على أي قرار صادر من صنعاء منذ آخر والي عثماني ومرورا بالإمام يحيى وأحمد ورؤساء الجمهورية منذ السلال حتى عبدربه.
فمن المفتري على العرضي كذبا ليتهمه بالتمرد على الشرعية¿ ومن الأفاك الذي يريد الدس بين العرضي والمملكة, فالعرضي لا يوجد فيه ما يهدد أمن المملكة إلا إذا كانت طلقات البنادق القديمة (البشلي والصابة) التي لازالت من عهد الأتراك تمثل تهديدا ..!!
ولا يوجد فيه أي نوع من الأسلحة الثقيلة والعرضي ومحتوياته أقرب إلى المتحف التاريخي منه إلى المعسكر, ويعتبر جزءا من التكوين العمراني لمدينة حجة التاريخية ولا أعتقد أن من أرسل الإحداثيات الخاصة بالعرضي يملك سمعا وبصرا وحواسا أو يمتلك ذرة من العقل وهو أبعد ما يكون عن السلامة الذهنية.
وأجزم أنه مصاب بخلل فادح في عقله وضميره وإلا كيف يرفع إحداثيات موقع تاريخي لا يمثل أي تهديد لأحد وتحيط به المباني السكنية عن يمينة وعن شماله ومن كل الجهات.
وكيف سيكون وضعه العقلي والنفسي وهو يرى كل تلك الدماء البريئة التي سفكت بسبب إقحامه للعرضي في أمر لا ناقة له فيه ولا جمل.
وهل سيغمض له جفن بعد مرأى تلك الدماء البريئة التي تسبب في إزهاقها¿!.
أين سيذهب من ضحكة علي مطر المجلجلة وروحه الندية التي سلبها وحرمنا منها وأين سيختبئ من أطياف النساء والأطفال اللائي تسبب في سفك دمائهن بدم بارد من حارة السلام .
وأين سيذهب من ذلك الطفل النازح الذي سكن حارة الداخلي الذي ظن أنه صار بمنأى عن الخطر فخرج ليلعب في الشارع عصرا دون أن يجول بخاطره اقتراب شظية ناتجة عن الانفجار بالعرضي تصيبه في الجمجمة .
أين تذهب من كمال برط الذي قتلت اخته بلا ذنب وأين تذهب من المرأة التي سارعت بمغادرة بيت الولاد بعد الضربة الأولى بحارة حورة لخوفها على طفلها الرضيع ولكن بلاغك الملعون يا عديم الرحمة حكم بدفنها حية تحت ركام الانفجار الناتج عن الصاروخ الذي أصاب بيت شايف الجبري فأين تذهب من وليدها الرضيع وهل يصلح بيت شايف الجبري الذي ـ احتضن المحافظين وأمناء العموم بالمحافظة ـ كهدف للعدوان وهل فيه صواريخ نووية تهدد أمن المملكة أم أن هناك من أحجاره أو أشجاره من عارض الشرعية ..!!
لا أعتقد أن من رفع باحداثيات القصف الجوي على مدينة حجة إنسان وإنما مسخ خال من المشاعر الإنسانية .
وعلى أبناء مدينة حجة أن يحاصروا هذه الظاهرة القبيحة وأن يتعاونوا مع الأجهزة الأمنية حتى يتم القبض عليهم حتى لا يرتكبوا مجازر أخرى بحق المدنيين الأبرياء .
وعلى قيادة المحافظة أن تضظلع بدورها ومسؤوليتها كصمام أمان لتجنيب المحافظة ويلات الانزلاق إلى الصراع وألا تتخلى عن واجبها في هذا الظرف وتعمل على إيقاف كافة التداعيات الناتجة عن البلاغات الملعونة والضربات الصاروخية ونزيف الدم وما ترتب عليه من التوجس والريبة التي خيمت على المدينة منذ يوم الجمعة الدامي .
وعلى الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها في كشف المسوخ الملعونة وعلى جميع القوى والتكوينات السياسية والشخصيات الاجتماعية أن تعمل مع قيادة المحافظة على تجنيب المحافظة ويلات الصراع والدمار .
وعلى الجميع أن يتعلموا من أحداث الجمعة الدامية الدرس الأهم والمتمثل في أن الأمن مسؤولية الجميع وأن الهوس الملعون للمهووسين برفع الإحداثيات الكاذبة لن يتوقف إلا بتضافر جهود الجميع.
وعلى المبدعين والإعلاميين والشعراء والمثقفين أن يقوموا بدورهم في إبراز عمق التلاحم والأخوة بين أبناء المجتمع والبعد عن الشطط واللغو والمهاترات وكل هراء لا طائل منه.
وعلى الجميع أن يدرك أن حجة سفينة السلام المعلقة بين أهداب النجوم وسلامتها مسؤوليتنا جميعا وكما تمكن أباؤنا وأجدادنا من الحفاظ على السفينة وركابها في خضم العواصف فإننا اليوم قادرون على الحفاظ عليها حتى نعبر جميعا إلى شاطئ السلامة.
حفظ الله حجة وأبناءها من كل شر ومكروه..