أبو عقال أسود ماذا صنع¿

د . عبدالله علي الفضلي

دول العالم الصناعية تسابق الزمن تكنولوجيا وتقنيا
والعرب يسابقون الزمن للقضاء على بعضهم بعضا
في الأيام القليلة الماضية أعلن العلماء الأمريكيون أنهم قد أطلقوا طائرة حديثة إلى سماء الدنيا تعمل بالطاقة الشمسية وقد استمرت تحلق في أجواء المحيط الهادي لمدة عشرين ساعة متواصلة ولولا بعض الغيوم والسحب التي حجبت الشمس عنها لاستمرت أكثر من ثلاثين ساعة وهذا دليل قاطع لا يقبل الشك أن دول العالم الصناعية في طريقها إلى الاستغناء عن النفط وهي في طريقها أيضا إلى تشغيل الطائرات بكل أنواعها وإحجامها وكذلك السفن والقطارات والسيارات بالطاقة الشمسية بدلا من الاعتماد على الوقود كالبترول والديزل والمازوت والزيوت الأخرى وهذا يعني أن مرحلة استغناء الغرب عن البترول العربي قد بدأت والذي غالبا ما تنفق مدخراته وعوائده على سباق التسلح خاصة في دول الشرق الأوسط وبصورة اخص سباق التسلح المحموم في دول مجلس التعاون الخليجي وذلك لإنعاش المصانع الحربية الأمريكية والغربية حتى لا تتعرض للكساد. وهكذا سيجد عرب البترودولار أنفسهم أمام مأزق وأزمة اقتصادية وكساد مالي واقتصادي وتنموي نتيجة لتدني أسعار النفط والمشتقات النفطية والتي لن تستطيع تلبية احتياجات الأسواق المحلية في الشعوب المنتجة للنفط والغاز وسيجدون أنفسهم مستدينين لا دائنين لان مدخرات النفط والغاز يتم استثمارها في معظم الأحوال في بناء وتشييد العقارات السكنية والتطاول في البنيان والتفاخر بتلك الأبراج الشاهقة الارتفاع والتي تناطح السحاب , قد تصل تكلفة البرج الواحد إلى عشرات المليارات من الدولارات والتي يمكن مع مرور الزمن وبعد نضوب النفط أو تدني أسعاره إلى أدنى مستوى له سوف تتحول تلك العقارات والبنايات والأبراج إلى أماكن مهجورة ولن تعود على من بنوها أو شيدوها بأية فوائد مالية لان المستثمرين والزائرين من الأوروبيين والعرب وغيرهم سينقضون من حولهم ويغادرون تلك البلدان التي كانت غنية بالنفط وقد باتت مثقلة بالديون وسوف تتجه إلى أماكن أخرى والى دول صناعية تستخدم الطاقة الشمسية في كل مناحي حياتها حتى في تحضير الطعام والإضاءة وتشغيل الأجهزة المنزلية. فالعرب كما نعلم لا يخططون ولا ينظرون إلى المستقبل وتطوراته المتلاحقة في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا , وفي مجالات الفضاء , فهم فقط يخططون لسفرياتهم ورحلاتهم وتنقلاتهم على احدث الطائرات في العالم وهم يخططون أيضا لبناء أنفسهم وتراكم مدخراتهم وتنويع تجارتهم وأرباحهم وتضخيم ودائعهم في البنوك الأجنبية , كما يخططون لزوجاتهم وكيفية اختيار الزوجات بمواصفات قياسية خاصة من تلك العاملات في مجال الفن والتمثيل , والأمثلة على ذلك كثيرة وكيف يستأجرون لهن طائرات خاصة لنقلهن من عاصمة إلى أخرى وقد دفعوا مقابل ذلك ملايين الدولارات . وهم أيضا يخططون لكيفية شراء السيارات الفاخرة واقتناء الساعات السويسرية والخواتم المرصعة والملابس والنظارات غالية  الثمن من الماركات العالمية , كما يخططون لكيفية اقتناء احدث وأرقى موديلات الهواتف النقالة البديعة التي تظهر في الأسواق أولا بأول حيث يتسابقون على شرائها بعشرات الآلاف من الدولارات بغرض التفاخر والتعالي , وقد قرأنا وسمعنا كيف أن إحدى الفنانات الخليجيات قد اقتنت تلفونا مرصعا بالألماس واسمها منحوت عليه بمبلغ وقدره مليون دولار فقط ! كما يخططون لشراء النوق والجمال المتميزة بعشرات الملايين (كما اشترى احدهم ناقة بعشرة ملايين درهم) لأنها فازت في إحدى المسابقات وهم أيضا يخططون ويسافرون لحضور سباقات الخيول في أوروبا وقد ربما يدفعون مبالغ مالية باهظة لذلك الحضور والمراهنة والقمار على سباق الخيول.
إذن فالعرب لا يخططون للمستقبل ومعطياته وتطوراته واكتشافاته واختراعاته بقدر ما يخططون لإشباع رغباتهم واحتياجاتهم الآنية بل يخططون لرفاهيتهم ورحلاتهم المكوكية إلى كازينوهات وملاهي العربدة في الشوارع وفي صالات الفنادق وتشهد على ذلك فنادق وشوارع تايلاند والمغرب وغيرها من الدول , وبالتالي فهم لا يستغلون هذه الثروة النفطية والثروة المالية وتحويلها إلى صناعات تحويلية أو صناعات ثقيلة حتى يهيئوا بلدانهم إلى مناطق صناعية بديلة عن النفط الذي سوف يتلاشى وتنكمش عائداته وتقل استخداماته بفعل استخدام الطاقة البديلة وهذا ما لم يفلحوا فيه.
ولكن الأعراب قد افلحوا وتفوقوا وتفننوا على بني إسرائيل في كيفية اختلاق الأزمات والمكايدات السياسية وخلق العداوات والبغضاء وزرع الأحقاد والكراهية بين الشعوب العربية فيضربون بعضهم بعضا ويحاربون ويقاتلون بعضهم بعضا , وتنفق عائدات النفط لإشعال الثورات والفتن وتجنيد القاعدة وداعش وتقويتها وتجهيزها بالأسلحة والأموال الطائلة ومن ثم إرسالها إلى بعض الدول العربية التي تم استهدافها والتخطيط لإسقاط نظام الحكم فيها بالتنسيق والتشاور مع كل من الإدارة الأمريكية والدوائر الص

قد يعجبك ايضا