اليمن وتحالف أنظمة الدفع المسبق
عادل عبدالإله العصار
تحت عناوين عريضة ومبررات أقبح من ذنب العدوان وتحت شعار إعادة الشرعية للرئيس المستقيل ومواجهة الوجود الإيراني في اليمن وحماية الملاحة في باب المندب والدفاع عن أمن مصر القومي -كما أوهموا بعض المغفلين- استهدفوا اليمن الأرض والإنسان ودمروا البنية التحتية ولم يفرقوا في حربهم القذرة بين هذا وذاك..
أمطروا الشعب اليمني بالصواريخ والقنابل ومن أجل تدمير اليمن فتحت خزائن آل سعود على مصراعيها واجتهدت السياسة السعودية في شراء الولاءات والحلفاء وتمكنت خلال ساعات من تحويل الجامعة العربية إلى أكبر سوق نخاسة وأكبر مزاد للنفاق السياسي مزاد تنافس فيه أنصاف العرب على بيع ما تبقى للعرب من كرامة وقيم ومبادئ وأخلاقيات..
على اليمن وضد الشعب اليمني تحالف ملوك وأمراء النفط وأمام رؤساء جمهوريات الارتزاق فتحوا خزائنهم التي ظلت مغلقة أمام كل القضايا العربية -هذا إن لم نقل أنه قد تم توجيهها وتسخيرها لاستهداف الشعوب والقضايا العربية- فتحوا خزائنهم فتسابقت عليها دول وجمهوريات الخذلان وتحول رؤساؤها وقادتها إلى نخاسين يتنافسون على بيع المواقف والتاريخ السياسي والعسكري لبلدانهم..
في شرم الشيخ التقى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وبكلمة خلت من العروبة افتتح مزاد سوق النخاسة العلني وتحققت الرؤيا وتبسم سعود ضاحكا وقال: هذا تأويل رؤياك يا عماه وهاهو الفرعون أول الساجدين..
على اليمن وضد الشعب اليمني الفقير تحالف عرب الاقتصاديات الأقوى وعرب الجيوش الأقوى وبمساندة دول الاستعمار الجديد والقديم وتأييد عربي ودولي تحول الشعب اليمني إلى شعب دخيل على كوكب الأرض ولا ينتمي لهذا العالم لذلك أصبح هدفا لتحالف دول العهر العربي أو تحالف أنظمة الدفع المسبق..
إلى شرم الشيخ ذهب العرب ليبيعوا أخلاقهم ومبادئهم ويقايضوا الدم اليمني الحر بمليارات السحت الخليجي..
إلى شرم الشيخ ذهب أمناء الصناديق والخونة والمرتزقة والعملاء وفي اليمن بقي اليمنيون بمبادئهم وأخلاقياتهم وكرامتهم وضميرهم الذي لا يباع ومواقفهم التي لم ولن تتبدل..
واليوم وبعد أن قايضت مملكة آل سعود ثرواتها بالصواريخ وأنفقت مليارات الدولارات لشراء الأسلحة والمرتزقة وأمطرت الشعب اليمني بوابل من الدمار لما يقارب الشهرين ترجمت فيها حقدها القديم الجديد ماذا يمكن لتحالف أنظمة الدفع المسبق أن يقول..¿! وماذا يمكن لمملكة العهر السياسي والعسكري أن تقول¿!
وماذا يمكن لملوك وأمراء الدول الطارئة التي يقاس عمر وجودها وتاريخها بعمر الأشخاص أن يقولوا..¿!
لا شيء.. واللا شيء أبلغ ما يمكن أن يقوله الطارئون إجابة ونتيجة…