لعلماء الملوك والأمراء
أبكر العضابي
ماذا أبقيتم لكم من مكانة أمام شعوب العالم الذين ينظرون لكم باحترام وكمرجعيات للدين وتهفوا قلوبهم لبلدكم المقدس. سابقا أفتيتم بالجهاد في افغانستان وأفتيتم به في العراق ومؤخرا في سوريا وها أنتم اليوم تفتون بالجهاد في اليمن والنفور خفافا وثقالا ووجوب قتالنا قبل غيرنا وبدون أي تورع أو مخافة من الله الذي سيسألكم غدا عندما تقفون بين يديه.
جهاد ضد اليمنيين!! ضد من يظلون في المساجد مرددين حسبنا الله ونعم الوكيل مكتفين بذلك كسلاح لرد صواريخكم وقذائفكم.
أيعقل أن تصدروا فتواكم هذه لوجوب قتل أهل اليمن لمن سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر ثلاثا لقدوم وفودهم الأمر الذي لم يفعله مع أي وفود أخرى فقط خص بذلك أهل اليمن لأنه يعلم حقيقة إيمانهم الصادق وماهية نفسياتهم وقيمهم وخلقهم ودعمهم لرسالته ونصرتهم له وإيوائه.
ماذا ستقولون له غدا عندما يقول لكم أنتم بفتواكم قتلتم إخواني ألا تعلمون أنه قال “طوبى لإخواني سبع مرات” فقال له صحابته أو لسنا إخوانك فقال: “إخواني أهل اليمن الذين آمنوا بي ولم يروني” هذا الحديث متواتر في صحيح البخاري أصح كتاب لديكم بعد كتاب الله. أنتم أكثر من غيركم من يعلم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث في فضل أهل اليمن.
أيها السادة العلماء إن مملكتكم تقود حربا وحصارا يفتقران لأي بعد أخلاقي وقيمي, حرب قذرة وغير شريفة تجاوزت كل المعايير الأخلاقية والإنسانية والتي كان الصهاينة يراعون بعضا منها, أما أنتم فتجاوزتموهم بكثير, حاربتم بكافة الأساليب والأوراق القذرة, نقر بأنكم أبهرتم العالم بمدى وحشيتكم وحقارتكم التي تعدت النطاق البشري والإنساني وكان حربكم هذه ليست على بلد شقيق وجار مسلم تربطكم به روابط أخوية وأسرية ودينية وهوية وثقافة مشتركة.
حاربوا بشرف أيها السفلة حاربوا كرجال وليس كجبناء وأنذال وثقوا جيدا يا آل سعود أن التاريخ سيلعنكم وأن وصمة العار والخيانة ستلاحقكم وسلالتكم على مر التاريخ جراء ما ارتكبتموه من مجازر وقتل في شعبنا الأبي والعزيز.
في عرف الحرب تبقى الكهرباء, يبقى الماء, تحيد المستشفيات والمدارس والمساجد والأضرحة, يبقى الغاز والخبز والعلاج هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حاصر بني قريضة أشار عليه أحد الصحابة بقوله: إني أعرف نبع القوم نسيطر عليه فيعطشون ومن ثم يستسلمون فرد عليه نبي الرحمة قائلا: لا إنما بعثت رحمة, انظروا لأخلاقيات الحرب وتعلموها من نبيكم أنتم ماذا أبقيتم في حربكم لنا ولم تستخدموه إلى الآن¿
يكفي آل سعود يكفي استحوا من الكعبة المقدسة والمسجد النبوي الشريف, استحوا من سيد الرسل وخاتم الأنبياء الذي ينام بجواركم, استحوا من علمكم الذي يحمل راية التوحيد, ومطبوع على أجنحة مقاتلاتكم وطائراتكم وصواريخكم التي تقتل أطفال ونساء شعبنا, استحوا من العالم الإسلامي الذي ينظر إليكم بسخرية وازدراء ويعرف زيف ادعاءاتكم ويعي جيدا نواياكم من هذه الحرب, يكفي قبل أن تكونوا عبرة وعظة لكل شعوب العالم وستكونون كذلك.
نقسم لكم يا آل سعود أننا سنجعلكم تخلدون يوم 26 مارس في أذهانكم وتجعلونه يوما لا ينسى ليحل محل يومكم الوطني لتأسيس مملكتكم الواهية وسنحفظه لأجيالكم وستركعون أمام أسيادكم اليمنيين طلبا للرحمة والشفقة لما ارتكبتموه من بشاعة في يمننا.
خمسون يوما ولم تتضح لكم الصورة أن هذه الشعب لن يركع هل يعقل هذا الغباء الذي استفردتم به دون غيركم!! أطفالنا يقولون لن نركع نساؤنا يقلن لن نركع حتى مجانيننا في الشوارع يرددون لن نركع أما نحن فنعدكم بأننا سنرد وبقوة ولكن مازلنا ننتظر إن كان بكم أي عرق أو زاوية شرف وإنسانية متبقية ترجعكم إلى رشدكم وليس ذلك عجزا منا فأنتم أحقر وأرذل من أن نعاديكم ونهابكم وقد رأيتم مؤخرا البعض من ردنا غير الرسمي فقط كان بصورة شعبية (خدارة) أبناء قبيلة ماذا عملوا بكم في ساعتين.
هل حقا يا علماء المملكة أن ضمائركم وعقولكم مقتنعة أن النساء اللواتي سقطن ضحايا والأطفال الذين شويت جلودهم بقذائفكم المحرمة هم مجوس ويجب قتلهم وحرقهم هل من يموتون في المستشفيات بأمراضهم الخطيرة كالفشل الكلوي وغيرها من الأمراض التي لا تحتمل قطع الكهرباء بسبب حصاركم هم من اللاجنس ويستحقون هذا الموت البطيء!¿ إن هؤلاء الأطفال الذين يقتلون والنساء اللواتي قتلن والشيوخ والمرض والأبرياء الذين لا ذنب لهم والمجازر التي ترتكب بشكل يومي ومئات الآلاف من النازحين في الشوارع وفي الخلاء وأصبحوا بلا مأوى يتمنون قطعة خبز وشربة ماء وهذه نتيجة مباشرة لفتواكم التي أجازت ذلك ودعت إليه وكل تلك الدماء ستلاحقكم وستخاصمكم بين يدي ملك الملوك وأعدل العادلين.
هل أنتم فعلا مؤمنون بأن هذه الحرب التي أعطيتموها فتواكم هي لحماية الحرمين الشريفين من جيوش جنكيزخان اليمني¿ اتستطيعون إقناع شعوب