الحل السياسي هو الخيار الأفضل لحل الأزمة في بلادنا
الحوار خيار الدعوة إلى مبدأ السلام ,والتعايش والوئام بين أبناء البشرية جمعاء بصرف النظر عن تنوعهم العرقي أوالديني ,أو السياسي أو الاجتماعي أو الجغرافي فهو مبدأ الحياة وعقيدتها الراسخة التي لا مناص منه, ولا يمكن الحياد عنه تحت أي مبرر ولذلك نؤكد تكرارا بأن الحوار لغة الشعوب, والمجتمعات سواء كانت بدائية أو متحضرة منذ أن خلق الله الأرض ,فلقد حرصت الأديان بما فيه ديننا الإسلامي الحنيف على تكريسه في حياة الأمة الإسلامية ,كخيار أفضل للانتصار على كل الخلافات والمنازعات والخصومات ,مهما كانت الأسباب المودية لها وحلها عبر الحوار الذي بدوره ينقل الحياة الإنسانية, من طور البشرية المتوحشة التي لا تفهم إلا لغة العنف والحرب والقوة كفرضية حتيمة لحل أي خلاف أو إزالة أي مشكلة إلى طور الإنسانية الحضارية التي تحترم وتقدس الحوار إذا فالحوار بحد ذاته يعتبر لغة الحاضر والمستقبل وعلى أساسه يقاس وعي الشعوب والمجتمعات فكلما استخدمت الشعوب قاطبة الحوار والحلول السياسية السلمية في معالجة كل القضايا والإشكاليات الداخلية منها والخارجية سواء أخذت ذات الطابع السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ووو الخ كلما أرتقت إلى المستوى الايجابي الذي يصنع منها أنموذجا أفضل بين الأمم والشعوب والحضارات ولا شك ان الاحتكام لخيار الحوار المبني على الحل السياسي لأي قضية كانت قد يساهم بطريقة أو بأخرى في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام والتعايش ويوسع دائرة الإخوة والتصالح والتسامح هذا من جهة ويضيق دائرة التباغض والتحاسد والتشاحن ويقضي على عوامل التفرقة والتشتت بين أبناء البشرية ككل .
ونظرا للظروف الاستثنائية الصعبة التي يمر بها العالم بشكل عام والعالم العربي والإسلامي بشكل خاص في وسط من الحروب والنزاعات والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية في وقت مازال لهيب الحرب مشتعلا في بعض الأقطار العربية التي قامت فيها ثورات ما يعرف “بالربيع العربي”كسوريا وليبيا واليمن وغيرها لشيء محزن مخيف وينذر بكارثة خطيرة ربما يكون لها تداعياتها المؤلمة والقاسية وقد تشكل مصدر تهديد حقيقي للأمن والاستقرار العالمي والعربي والدولي وخصوصا إذا لم تقف الدول الغربية والأوروبية ومجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وتتخذ موقفا موحدا وحازما إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة العربية .
وأخيرا أقول أن مجمل الأزمات التي تعصر بالشعوب العربية بما فيها الأزمة السورية والليبية واليمنية لا يمكن حلها بخيار الحرب وإنما بالحوار والحلول السياسية وهذا هو الأمر الذي يفترض أن يضطلع به الأشقاء والأصدقاء في مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من خلال تفعيل مسار الحوار العربي لحل الأزمة السورية والليبية واليمنية بين كل الأطراف الداخلية وبرعاية الأمم المتحدة بحيث تكون الأطراف المدعية سلفا جزءا من الحل.
واعتقد أن ما يريده اليمنيون والسوريون والليبيون وكل الشعوب التي تعيش موجات الحروب والعنف من العالم الغربي والعربي والأوروبي سواء دعوة كل الأطراف الداخلية في اليمن وسوريا وليبيا سواء التدخل العاجل لإيقاف نزيف الدم اليمني والسوري والليبي وان مسألة إيقاف نزيف الدم لا يكون إلا عبر الحلول السياسية والى لقاء يتجدد.
*باحث ومتخصص بشؤون التربية الخاصة