“العدوان وهادي”.. من يشرعن الآخر ¿!
بذريعة الدفاع عن الشرعية يواصل عدوان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قصف وقتل أطفال اليمن ونساءه وتدمير كل مقدراته من منزل بسيط يعكس الفاقة والفقر مرورا بمزارع الدواجن ومصانع الحليب وقاطرات الحبوب ومواقع المعسكرات والأنفاق والجسور وساحات العروض والأحياء السكنية التي تعج بالأطفال والنساء وتعج بحياة الفقراء وصولا إلى تدمير اليمن..
الأكثر شناعة هو استغفال العقل اليمني والعربي والعالمي بأن هذا العدوان هو من أجل إنقاذ الشعب اليمني ومنحه سبل وعوامل الحياة والاقتصاد والرفاه.. ” أخي المواطن.. نحن معك ولسنا ضدك”.. إنها قمة الاستغفال والمغالطة التي سيكون ناتجها أنكى مما يتصوره العدوان.. يرسل الصواريخ المحرمة دوليا ويزلزل ويدمر المدن والمقدرات ويقتل الأبرياء وفوق هذا يخاطبهم : سندعم الشعب اليمني بكافة الإمكانات في الوقت الذي يدمر فيه كل مقومات الحياة ويستهدف العمق البشري..
لقد بدا من الواضح والجلي أمام الشقيق اللدود والعدو المترصد باليمن وصار وفي قرارة نواياه السيئة أن الشرعية التي يسير تحت لافتتها هذا العدوان البربري عذرا لم يعد مجديا أو مقنعا.. ولم يعد سوى “مسمار جحا في مكان لا حق له فيه”.. فهي وهم ورهان خاسر ومارثون فاشل بكل ما تعنيه الكلمة من دلالات..
فالرئيس الذي قدم استقالته وفر إلى عدن لينسف من هناك شرعية قراراته السيادية والدستورية معتبرا كل ما صدر من ذاته ليس شرعيا متوجا ذلك بفرار جديد إلى الرياض ثم يحرك كدمية إلى قمة شرم الشيخ ليمهر عمالته وخيانته لوطنه ووظيفته الدستورية بطلب استمرار العدوان على شعبه محرقا بقية أوراقه الشعبية والجماهيرية وبالتالي فهو ذريعة فاشلة وواهية ولم تعد له شرعية سوى في الرياض وفي حدود التوقيع على الطلعات الجوية التي تستهدف كل شيء في اليمن..
والحكومة -المدعى شرعيتها بعد استقالتها ورفضها مهمة تصريف الأعمال- اختزلت في وزير خارجية لم ولن يكرر التاريخ مثله.. يتباهى بنتائج القصف الخارجي على شعبه وما حققته من انتصارات ويعقد مؤتمرات في الخارج ويعلن أن أمل الانتصار والعودة إلى اليمن في الوقت الذي فشل فيه على كل المستويات حتى على مستوى تسهيل عودة العالقين من اليمنيين في مطارات دول حلفاء العدوان وليس في مطارات العالم..
الشعب اليمني وحده يملك الشرعية في رفض أو قبول أي حاكمية سياسية أو الاستمرار مع نظام من عدمه والحاكم الذي لا يقبل بهذا الحق مستبد يرضى مصير الخسران.. كما يحق للشعب اليمني -وحده – تسليم شرعية الحكم لرئيس وطني من أوساطه صنعته ظروف اليمن وطبيعة تكوينها الاجتماعي أو نزعها ومن رئيس خان شرعية سلطته وأثبتها في تعميد قراراته ونفاها في ظروف لاحقة بعد أن أصبح طرفا في الصراع اليمني ولم يعد مرجعا حاكميا في كل الخلافات والصراعات بين أطراف العمل السياسي.