صعدة .. جروح غائرة وفصول من الوجع

تلقت صعدة قنابل محرمة دوليا وصواريخ كروز التي جعلت المدينة لا تتوقف عن الاهتزاز وفتحت طائرات العدوان السعودي صوتها كي تتم عملية ادخال الرعب في نفوس ساكنيها من أطفال ونساء وعجائز ورجال.. تدمير وجرائم منظمة لا يقوم بها إلا من خرجوا عن مسار الانسانية الى وحل الوحشية والارهاب وهي جريمة منظمة ومدروسة لإبادة شعب بأكمله وتطهير عرقي.. وهذا يحكي عن مدى أزلية الحقد بداخل العدو على أمة مسالمة وطاهرة وزكية.
استمرار العدوان على مدى سنوات طويلة لم يعلمه ان الفشل حليفه في كل مرة بل ازداد ضراوة واستنجد بأنظمة دول أخرى للوقوف معه وأغراها بأمواله فباعت عزها وانحازت معه وهي لا تدري ماذا تريد أم ماذا تفعل فصبوا عدوانهم على أهل صعدة بكل وحشية وكأنما نحن نراقب فöيلما كرتونيا لأن الحقيقة بهذه الوحشية بعيدة عن التصديق ولا ترقى إلى تقبل العقل. وهنا تحت أمطار القنابل والصواريخ بشر حقيقيون ينتظرون ماذا ستكون النهاية وهم قد لبسوا الاكفان واستعدوا لما هو قادم.
بقدر وحشية العدو وقساوة قلوبهم نجد في الاتجاه المعتدى عليه بشرا لهم قلوب كالحديد رفضوا ترك منازلهم والخروج من المدينة وكأنما يشترون الموت ويتنافسون عليه لديهم عشق للموت وحب كبير للانتقال الى الحياة الابدية بنفوس مطمئنة ومفعمة بالإيمان وكأنما أرسلوا رسالة للعدو أن الموت لا يخيفهم بل هم يخيفونه وأخبروا العدو أن تجاربهم السابقة معه هي التي أوصلتهم الى هذه المرحلة من الثبات والايمان والصمود.
صعدة.. هي الآن اليمن مختصرا في أعز وأنبل وأشجع أبنائه.
صعدة.. إذ تتلقى حمم الحقد السعودي جحيما من السماء فإنها تفعل ذلك نيابة عن كل يمني يؤمن بيمنيته ويحترمها ويعتز بها في وجه أقذر عدوان يتواطأ عليه العالم كله ضد بلد من البلدان.. أرضا وإنسانا.. وجودا وهوية.
وتفعل ذلك نيابة عن كل “إنسان” يعتبر الإنسانية مضمون وجوده في وجه من قتلوا بأموالهم كل معنى للإنسان.. وحولوا الضمير الإنساني إلى سلعة للبيع والشراء.
صعدة.. من الطين نشأت وإلى الطين تعود أمام مرأى العالم كله.. يحولها العدو بكامل ترابها وشجرها وحجرها وبشرها (البالغين ??? ألف نسمة) إلى “هدف عسكري” تحت سمع العالم كله..
لكنها من الطين وركام الجريمة والعدوان ستواصل اجتراح معجزتها في كتابة تاريخ جديد لليمن.. وستستمر في إنجاز ملحمتها في قتل قاتليها وفتك الفاتكين بها.
صعدة.. جروح غائرة.. ينابيع من الدم.. فصول من الوجع.. لن تبقي على شيء كما كان عليه قبل محاولة سحقها بيأس وانهزامية.
ومن عمق ضعف صعدة واستضعافها سيتخلق وجدان جديد لليمنيين… ولا أقوى ولا أنزع إلى الحياة ولا أقدر على صنع الكرامة من “وجدان” يولد من رحم المأساة..
قدستö صعدة.. قدست منازلك وأضرحتك وصوامعك ومساجدك وأسواقك المستباحة…
تباركت وجوه أطفالك المعفرة بالتراب تحت الأنقاض.. تبارك الدمع المتيبس على خدود النساء.. والحزن العظيم في صدور الرجال.
وبوركت سواعد أبطالك وهم يذودون الموت والعار عنا وعنك بفداء وعزيمة لاشبيه لها إلا في الأساطير.
صعدة لا تموت يا خطيئة العصر ومجúمع خطايا التاريخ: آل سعود.
صعدة لا تموت.. ولن تموت.. ولكن الموقف الانساني الذي غرسه الله في نفوسنا يحتم علينا الوقوف ضد هذا العدوان بكل الوسائل المتاحة امامنا.
فيا ترى الآن في هذه اللحظة يوجد من هم تحت الانقاض جرحى يستغيثون ومن يستجيب لا يوجد من يقوم بمساعدتهم واخراجهم وأيضا الآن يوجد أطفال يصرخون ويبحثون عن اهليهم ولا يصرخون ولا من مجيب إلا صوت الطائرات الخبيثة .. هناك الآن دماء تجري وهناك في صعدة الآن جرائم لا تطاق ونحن مقيدون بالمسافات التي بيننا.. فياااارب أنت المستعان والمغيث لهم وأنت أرحم منا عليهم.

قد يعجبك ايضا