ن ……………والقلم..فؤاد …سعيد
عبد الرحمن بجاش
قليلون جدا هم الأشخاص الذين يتركون فيك تأثيرا ما, هذا أو ذاك العزيز أحدهم, فلا تنفك تتذكره, آثاره, تأثيره عليك, وأنت تتقبلهما بكل الارتياح والشعور بالاستفادة, ببساطة لأن الشخص الذي تتأثر به أو تأثرت يكون استثنائيا في كل شيء, ليس في تصرفاته, بل في كونه محط إجماع أصدقاء, أو شلة ظلت لزمن تنظر إليه على انه استثناء عن آخرين, وهاد للشلة إلى أن تكون في مصاف الشلة النموذجية, وأي شلة محترمة كانت !!, في مثل أمس 24 ابريل قبل ثمانية أعوام, كنت لتوي عصرا قد وصلت إلى مكتبي – وأنا مدير التحرير لهذه الصحيفة -, يومها كنت مهيأ لاجتماع ربما كان مخصصا لمناسبة 22 مايو, لم نكد نتحلق حول بعضنا, أنا ومدراء إدارات التحرير المختلفة, حتى تلقيت اتصالا من أخي عبد الناصر, كان يبكي ويصرخ ((فؤاد مات)), كان قد اتصل بي إلى البيت قبل أن أخرج ((سنذهب أنا وخالد إسماعيل بفؤاد إلى مركز القلب)), طلبت من الزملاء أن ((يؤجل الاجتماع إلى وقت آخر)), وانطلقت بسيارتي لا الوي على شيء بعد أن أخبرت محفوظ بما حدث, والى مركز القلب, كان هناك خالد إسماعيل النبيل الذي يعتمد عليه في مثل هكذا لحظات, كان يبكي بحرقة, د. عميد عبد العزيز القدسي بالقرب, صعدت وعبد الناصر حيث كان مسجى, في مثل تلك اللحظة لا استطيع البكاء, قبلته على جبينه وتولاني شعور بخسارة لا حدود لها, تنكشف حين يتركك فجأة مثل فؤاد ((السعيد)) فارع, تحس أن اللحظة في الكون تفقد أحد أصحابها, ففؤاد رحمه الله كان ابن اللحظة, يقرر في لحظة, يسافر في لحظة, يتركك ويعانق البحر في لحظة, يعود في لحظة, كان هو اللحظة الأبرز في حياة شلة محترمة ارتبطت به وبكل من عرفه, ظلت متماسكة حتى ذهب, استمرت محاولة أن تستمر, لا تزال محترمة, لكن قائد اللحظة لم يعد في مركز القيادة, لا يحدد اتجاه البوصلة الإنسانية في أبرز تجلياتها, خسرنا فؤاد, لم يعد لنا راع يحدد اتجاهنا الإنساني والمعرفي, إذ ليس بالضرورة أن يكون بجانب كل واحد فينا, بل يكفي أن تحس انه موجود في مكان ما فتضبط حركتك بحركته فتنتظم دورة حياتكما عموما !!!, إحساس جميل يتولاك حين تدري أن ثمة ناظما للحياة اليومية, كنا ندور حوله, لا شك في ذلك, تعرف كيف تتحرك, أين تذهب, من أين تأتي, ليقينك أنك جزء من كل ,في مثل هذا الظرف الاستثنائي كم هو الواحد بحاجة لفؤاد رحمه الله ….., نجدد الوفاء, لأحمد, سحر, سمر, شهد, سارة, هالة, عزيزة …………… وللطريق بين المداحج (( الدمنة )) وكدرة قدس قرية العفيفú تحديدا …………..