مساع سعودية لتهميش دور القاهرة ونفوذها بالمنطقة
أمير إبراهيم *
حملت الفترة الأخيرة الماضية عدة مؤشرات تؤكد سعي الرياض إلى تهميش دور مصر عربيا وذلك من خلال تصدر السعودية للمشهد وهيمنتها على المحيط العربي ولعل أقرب هذه المؤشرات ما حدث خلال القمة العربية الأخيرة التي تم عقدها في مدينة شرم الشيخ خلال اليومين الماضيين.
مؤتمر القمة العربية
قبل انعقاد القمة العربية بوقت قريب قررت الرياض بدء عملية “عاصفة الحزم” باليمن دون أن تعير أي اهتمام أو تفكر في القمة التي تقرر عقدها في شرم الشيخ لاسيما وأن الأزمة اليمنية وتشكيل قوة عسكرية موحدة كان على جدول أعمال القمة وهو أمر يعكس استهانة الرياض وعدم تقديرها لباقي دول الأعضاء بالجامعة خاصة الدولة التي تترأس القمة وهي مصر فضلا عن أن صدور هذا القرار عن الرياض قبل أيام قليلة من انعقاد القمة يؤكد سعي الأخيرة لتهميش الدور المصري وتقليل نفوذها بالمنطقة.
لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل خلال القمة أيضا وفور انتهاء العاهل السعودي “سلمان بن عبد العزيز” من إلقاء كلمته بالقمة غادر القاعة مصطحبا معه الرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور” دون أن ينتظر للاستماع لباقي آراء ووجهات نظر الدول الأعضاء بالجامعة العربية فضلا عن أن اصطحاب “سلمان” لـ”منصور هادي” إشارة من الرياض إلى استمرار دعم دول الخليج للرئيس اليمني دون الالتفات لمواقف الدول العربية الأخرى وهو الأمر الذي يعكس جانبا كبيرا من التعالي على باقي دول الأعضاء.
وبعيدا عن الأزمة اليمنية وما شهدته القمة العربية فإن الشهور الأخيرة الماضية شهدت تباينا في الرؤى بين القاهرة والرياض فالسعودية لا تدعم الموقف المصري إزاء الأزمة الليبية لا لشيء سوى الخوف من تزايد نفوذ القاهرة بالمنطقة كذلك لم يشر العاهل السعودي في كلمته للاقتراح المصري الخاص بإنشاء قوة عربية مشتركة أضف إلى ذلك قلة التصريحات التي تصدر عن الرياض فيما يخص القاهرة وقياداتها.
أيضا رفضت السعودية الرسالة التي بعث بها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى القمة العربية وطلب الرئيس “عبد الفتاح السيسي” الاستماع إليها ليشن بعد ذلك وزير خارجية الرياض “سعود الفيصل” هجوما حادا على موسكو متهما إياه بدعم الرئيس السوري “بشار الأسد” وهو الأمر الذي تسبب في إطالة أمد الأزمة على حد قول “سعود الفيصل”.
هذا التصرف السعودي ومهاجمة رسالة “بوتين” يشير إلى سعي الرياض لفرض هيمنتها على الجامعة العربية وأعضائها نظرا للتوترات التي تشهدها الفترة الراهنة بين السعودية وروسيا كما أن الهدف من وراء ذلك قطع الطريق أمام باقي الدول العربية خاصة مصر من أجل منع إقامة جسور علاقات دولية مع روسيا خوفا من انعكسات هذه العلاقات وتزايد نفوذ القاهرة في المنطقة العربية.
* نقلا عن موقع البديل