عن أوجب الواجبات الدينية والوطنية

وطن صامد كالجبال التي تحتويه بكل الشمم
والحقول التي خيرها وافر بجليل النعم
والسهول التي أصلها ثابت في صمود القمم
وطن واحد روحه إنبثقت من إباء الهمم
خالد مثل إنسانه
من بنى مجده قبل كل الأمم
واعتلى سدرة للخلود
في بيان معاني إزدهارالوجود
عاقدا عزمه في ثبات اليقين
وجلال الصمود
أن يعيد له عزه من جديد !
أقول مجددا بل وأتساءل مع الآخرين كيف لا يتأثر التفكير ويرتفع الإنفعال ويصعب الكلام وشرايين الشعب تنزف وأرواح أبناء الوطن تزهق وحصون الوحدة والحرية والديمقراطية تضرب بيد العدوان الجائر والشامل على شعبنا وبلادنا  وهو مايدفعنا جميعا إلى الاستيعاب الصادق والملتزم بما أكد عليه الأستاذ الجليل الدكتور عبدالعزيز المقالح في يومياته الثلاثاء الماضي وقد كتب قائلا:-
 (( ويبدو لي كما يبدو لكل ذي عقل في هذا الوطن أننا قد تعلمنا من أحداث الأيام الماضية السوداء ما لم نتعلمه في الخمسين عاما الأخيرة من تاريخ هذه البلاد. وأن الدرس الذي تلقيناه لم يكن نظريا بحال من الأحوال بل كان درسا عمليا قاسيا يحمل في طياته تجربة مكتوبة بالدم والحريق والرماد.
وكما قد تكون الحرب الغادرة عند قوى الشر والعمالة وسيلة لتفكيك وحدة الوطن وتمزيق أوصاله وتخريب مقومات النسيج الوطني فإنها لابد أن تكون عند قوى الخير والشرفاء من محبي هذا الوطن وسيلة لترسيخ مفهوم المواطنة وتجاوز الخلافات والتسابق في تقديم التنازلات من أجل الوطن نفسه ولتتمكن سفينته من أن تمخر عباب الحياة بعيدا عن الأنواء والأمواج العاصفة. ))
الأمر الذي يتطلب برمجة الأوليات بداية من الأهم فالمهم ونعتقد من أوجب الواجبات الدينية والوطنية هو تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة واتفاق الجميع على السير قدما لتطبيق مبدأ العدالة التصالحية لإنسجامه الكامل مع طبيعة الثوابت الوطنية والتقاليد المرعية في بلادنا ويساعد على معالجة وتجاوز المعارضة القوية التي واجهتها فكرة العدالة الإنتقالية داخل مؤتمر الحوار الوطني الشامل وفشلت على تحقيق الإجماع حوله على مشروع قانونها حكومة الوفاق الوطني البائسة من لحظة تشكيلها فكانت واحدة من مطايا الإحباط واليأس والتخريب اللاحق وهو ما يمكن أن نقف معه تفصيلا في عرض خاص بذلك !
ونعود لأهم ما يجب التعاطي معه على كل المستويات النقاشية والحوارية السياسية والاجتماعية والثقافية اليوم باعتباره الفريضة الوطنية الجوهرية الغائبة حتى الآن وهو المصالحة الوطنية وبصورة عاجلة ومباشرة كأول خطوة وطنية عقب أن تضع هذه الحرب اللاوطنية واللاقومية أوزارها وتذهب بعيدا بكل شرورها والعمل بصدق وإخلاص وبكل الوسائل والسبل الأخوية والأخلاقية على تصفية النفوس المكلومة بمرارات التضحيات الغالية والجسيمة التي قدمها شعبنا وأصيبت بها بلادنا وإحياء فعالية الضمائر الحية الحريصة والمتفانية في خدمة المصلحة العليا للشعب والوطن والتي تعتبر المصالحة الوطنية العليا هي جوهر ما تسعى إليه اليوم قبل الغد !! والتغلب على كل سموم الفتنة التي تستهدف وحدته الوطنية الراسخة والمحصنة بالإيمان والحكمة بل واليقين الذي لا يمكن أن يتزعزع بفشل كل المساعي اليائسة والبائسة لتحويل الاختلافات إلى حرب مذهبية وبخاصة وبلادنا مطهرة  والحمد لله من تأريخ طويل من مشاكل وموبقات التعصب المذهبي أو الصراعات المذهبية!
بل هناك عقيدة اسلامية واحدة واخوة ايمانية راسخة بين كافة ابناء اليمن الذين ينتمون إلى المذهبين الزيدي والشافعي والمجموعة الإسماعيلية والتاريخ اليمني شاهد على ذلك في مختلف مراحله القديمة والمعاصرة ! ولهذا تجد ان مشاعر العقيدة الاسلامية والإنتماء إلى القومية العربية هي المشاعر السائدة والمحركة للإنسان اليمني والتي تشكل المعيار الجوهري الأول للولاء الوطني  الذي هو ولاء لله والوطن  والثورة  والوحدة !

مع الأنبياء والصديقين والصالحين :-
المؤمن الحق يعيش حياته من أجل جائزة واحدة تبقى نصب عينيه وفي عمق همومه وتفكيره وهي الفوز برضى الله سبحانه وتعالى ودخول الجنة فالجنة المأوى الأبدي للمؤمنين والمؤمنات وفي المقدمة منهم في المنزلة العالية منها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون نقول ذلك من خلال النظر  إلى  الوجه الأسمى الذي ينظر إليه الإنسان المسلم في كل الحروب والمواجهات أعني الجنة أو الفوز بالنصر عن ايمان ومحبة وجدارة  كما هو بالنسبة لمرتقى الاستشهاد نذكر ذلك لنقول لكل الشهداء الأبرار من كل أبناء شعبنا في كل  المحافظات ومن كل الأعمار طوبى لكم  والنصر والمجد والخلود لوطنكم العزيز الغالي قال تعالى  ((ولا تحúسبن الذöين قتöلواú فöي سبöيلö اللهö أمúواتا بلú أحúياء عöند ربöهöمú يرúزقون)) صدق الله العظيم.

قد يعجبك ايضا