ن …….والقلم..ان تحتجب جريدة !!!

أحسست بغصة وأنا اقرأ على صفحتيها اعتذارا من قرائهما بأنهما ستحتجبان , أن تحتجب جريدة قل أن الحياة تضرب في مقتل , يضرب قارئها , الكلمة , الحرف , ماذا بقي لنا إذا ¿¿ حسب الإعلان الخبري احتجبت ((الأولى)) وشقيقتها (( الشارع )), بسبب أنهما (( تخسران )) وهذا صحيح في هذا الظرف الاستثنائي , لكن القارئ قد لا يفهم هذا ولا يعذر , فان تفتح عينيك كل صباح على من تعشق فلا تجدها أمامك فتظلم الدنيا , فإن عادت يوما تكون أنت قد قررت هجرانها , لأنها لم تلتزم بالموعد , والمواعيد بين العشاق مقدسة, إضافة إلى أن أساس الموعد الالتزام به واحترامه وذلك من أخلاق المسلم , فإذا أوفى به فهو مسلم حقيقي , فالحقيقة التي نعرفها والاهم كهاد لنا أن رسول البشرية محمد ابن عبد الله قالها (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) والصحافة جزء من المنظومة الأخلاقية , اكتب في ((( الثورة ))) , وهي من أرضعتني حليبها حبرا من العام 75م تاريخ أول مقال لمحت اسمي بخوف على إحدى صفحاتها , من تلك اللحظة إلى هذه اللحظة وأنا ارضع حليبها كأم رؤوم , واقرأ (( الشارع )) (( الأولى )) (( اليمن اليوم ))  وتعجبني (( الجمهورية )) حيث هي بيتي الثاني , ومهنيتها ترضي غروري المهني , واغبط الزملاء فيها مهنيا , أعود إلى القول أن امة تحتجب إحدى صحفها , لا بد أن تقيم الدنيا  ولا تقعدها , ونحن درجنا على التعود على أن ننظر ببلادة منقطعة النظير إلى أمر توقف الجريدتين وإذاعة محلية fm , واخشى أن أخريات من الصحف الجادة ستحتجب ,  وكأن الأمر لا يعني أحدا وهنا الغصة الكبرى , دعني أجد العذر , ففي ظرف كهذا حيث صرخ في ظله ذلك الشائب في وجه ابنه وهو يمد يده لشراء جريدة (( اشتري قرص خبز بدلها )) ظرف كهذا يجعلني اعذر ربما ويكبöر السؤال : أيهما أولا الكلمة أم الرغيف ¿ , ولو أن الجريدة بالنسبة لي أهم من رغيف الخبز , أليس كذلك ¿¿ , فاعرف أناسا يشتري الواحد منهم الكتاب والجريدة مفضلا على الرغيف , أنت تشبع معدتك , وهناك تشبع عقلك , تكون أمام معادلة تنتصر فيها في الاثنين , فتضمن لقمة شريفة, ويكون بإمكانك الوصول إلى الكلمة من الطريق السهل , ولذلك ترى (( الدولة )) تعمل على تحقيق التوازن في حياة الناس , فيتوفر لك غذاء العقل وغذاء البطن , لتكون أنسانا سويا , يستطيع الاستيعاب والتفكير , إذ أن الجائع لا يمكنه أن يفكر , تلك بديهية لا تحتاج إلى ذكاء لفهمها , ستخسر العيون عنوانين أو اسمين يحرص كثيرون على أن يروهما كل صباح , وستغيب أسماء الزملاء , الذين لن ننساهم , لثقتنا أن الكلمة لا تموت , ولا تنام , ودعونا نأمل قريبا أن تعود “الشارع” و”الأولى” إلى قارئهما , ومؤسسة السعيد إلى حضورها , وإذاعة مجلي الصمدي إلى أسماع متابعيها , وتستمر اليمن اليوم , هي استراحة المحارب , ولو أن الكلمة لا تستريح , وظيفتها التعبير عن الق الحياة اليومية , بكل أشكال الحروف وألوان التشكيل ………………..لكن دعونا نلتمس لهما العذر .

قد يعجبك ايضا