شعب تمنى لهم الحياة فأرادوا له الموت

بعد مرور أكثر من  عشرين يوما منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي المتواصل على اليمن ما يزال الكثير من المواطنين البسطاء يتساءلون عن المبرر الحقيقي لهذه الهجمة الشرسة على بلد جار مسالم فقير لم يعتد يوما على أحد يعاني الكثير من المشاكل يكدح وراء قوت يومه .. ويقولون أيضا أين كان يعشعش كل هذا الحقد الدفين على يمن الإيمان والحكمة وشعبه العظيم الحر الذي لا يقبل الضيم ولا يكن في صدره ذرة من غل على جاره الغني المتكبر والمتغطرس .. بل على العكس كان معظم إن لم نقل جميع أبناء الشعب اليمني يدعون لهم بالمزيد من الرفاه والسعادة حتى على مستوى عقد صفقات السلاح المتطور وكان يفتخر لامتلاكهم الطائرات  الحديثة وأن جاره قد حصل على  ذلك التقدم التكنولوجي في التسليح الذي قد يحقق التوازن مع العدو المشترك للأمة العربية والإسلامية .. لم يكن يعلم ولا يتوقع في لحظة أن هذه الترسانة من الأسلحة الحديثة والفتاكة ستكون هدية الجار المتعسف بمناسبة العام الميلادي الجديد على هيئة حمم لا تبقي ولا تذر ودفنه حيا تحت انقاض المباني في الريف والمدنية على حد سواء  حتى بيوت الله لم تسلم من  ذلك العدوان البربري والذي يفسر الترصد والنية لتنفيذ إبادة جماعية للشعب اليمني عن طريق القصف الهمجي المتوحش بالطائرات والصواريخ بعيدة المدى وصواريخ ومدفعية البوارج الحربية.
 أرعبوا النساء والأطفال والشيوخ دمروا كل شيء جميل حتى البنى التحتية المدنية ومصانع الألبان والاسمنت ومخازن ومحطات المشتقات النفطية وصوامع الغلال.. والأدهى محاصرة هذا الشعب اقتصاديا برا وبحرا وجوا لا لشيء وإنما لتجويع وإذلال وتركيع شعب بأكمله رفض الذل والخنوع أبى إلا أن يعيش حرا بعيدا عن الوصاية الخارجية.. فكانت شماعة إيران والتهديد الأمني المزعوم للمنطقة ومضيق باب المندب الممر التجاري الدولي والذي لا يمكن لأي دولة أن تتحكم به على عكس مضيق هرمز الذي قد تسيطر عليه إيران لو أرادت استخدام مثل هذه الأوراق.. الشيء الآخر والأنكى التدخل السعودي المشين والسافر في الشؤون الداخلية لليمن بهجومها العسكري المجنون لتغليب طرف سياسي على آخر بدلا من أن تكون وسيطا نزيها تعمل على تقريب وجهات النظر فيما بين المكونات السياسية بالطرق السلمية وتشجيع الجميع للعودة إلى طاولة الحوار والذي يمهد لقيام دولة مدنية حديثة وقوية يسودها العدل في شتى مناحي الحياة ..غير أن هدفها كما يشير الكثير من الخبراء والمحللين إثارة وتأجيج الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية كما دأبت عليه في غير بلد عربي وبقوه السلاح المباشر هذه المرة في بلادنا لتدمير جيش الوطن حتى تخلو الساحة للإرهاب بشتى أنواعه وبالتالي لا ينعم اليمن بالأمن والاستقرار ويكون لقمة سائغة يسهل ابتلاعها وهذا الذي لن يكون بإذن الله.

قد يعجبك ايضا