ن ………………والقلم..المهمشون يموتون مرتين !!
عبدالرحمن بجاش
جمعة فتاة طيبة من (( المهمشين )) فقط أشير اليها كذلك لكي أميزها عن الآخرين من اليمنيين لتميزها , في عملها وكفاحها من أجل اللقمة الشريفة , حيث أولادها في المحويت عند والدهم , وهي هنا تجتهد , تشتغل وتحرم نفسها , وكلما جمعت ما أستطاعت , أرسلت إلى الأب الذي يخزن بها !! , وهي لا تكل ولا تمل , حتى فاجأها أن أولادها ذهبوا وعمريهما لم يصل السابعة إلى الفرزة , وركبا سيارة أجرة من المحويت قاصدين صنعاء , ليضيعا في الطريق , واليوم هو الثالث على غيابهما , وجمعة تكاد تجن , هي تموت في الساعة عشرين مرة , من لها ¿ تراها الآن في شارعنا لا تعير السماء التي ترسل حممها على رؤوسنا اهتماما , هي تبحث عن أولادها , هي (( مهمشة )) لكنها إنسان كأي إنسان لا فرق بينها وأي يمني آخر إلا أنها تكد وتتعب , ويمنيين آخرين يتاجرون حتى بالحروب , لا يهمهم سوى المال !! حتى وأن كان الثمن حياة الناس من المهمشين أيضا في الظهرة بماوية والذين بلغ شهدائنا منهم حتى موعد كتابتي العمود بين الـ 10 صباحا والحادية عشرة 13شهيدا , يموت المهمش الآن مرتين , مرة بفعل الجوع وأخرى بقذائف الطائرات التي لا تفرق بين اليمني واليمني , تجد الفرق أن المشائخ يختبئون والمهمشين يسعون في الأرض كجمعة في سبيل الرزق , فاطمة هي مهمشة أخرى تراها وقت القصف في الشوارع تبحث عن رزق أولادها غير آبهة بالطائرات التي يبلغ ثمنها آلاف الدولارات , بينما هي تريد قيمة أقراص الخبز العشرة , وجمعه تريد أربعة آلاف ريال ذهابا وايابا إلى المحويت للبحث عن أبنيها , هذا الصباح وحدت الطائرات بين اليمنيين فصاروا في الموت كاسنان المشط , حين يكفنون الموتى فلا تعود تدري من الشيخ من المهمش!! , من صاحب البيس من الطفران!! , ربما رحمة من الله أن تأتي وحدة اليمنيين من لحظة الألم القصوى !! , حين يمتزج الدم ببعضه فتكتشف أن دم الناس جميعا لا فرق فيه بسبب انتمائهم , والموت القادم من السماء , لا يسأل من هذا ¿ من ذاك , فالمطلوب يمنيا يموت !!! لتسجل الطلعة الجوية نجاحا , لا أدري ما كتب ابن النيل ذلك الطيار الذي قصف في عمران في مفكرته ¿¿¿¿¿¿¿ ألا يمكن أن يكون والده قد طارد مرتزقة (( أديناور )) ذات يوم في الستينيات في نفس المنطقة ¿¿ , كيف عندما يقارن بين يومياته ويوميات والده ¿¿, أنا أسجل رغم كل الألم أن مصر صاحبة الجميل من المدرس سمير , إلى الصحيفة آخر ساعة !!! , إلى دار القلم نتقاتل في سبيل الوصول إلى أخبار اليوم لنرى فقط صورة عبدالناصر وعبدالحكيم عامر , ما الذي يحدث الآن ¿ قسما لن نسيء إلى مصر حتى لو قتلنا جميعا بطائرات العميد أركان حرب رفيق رأفت عرفات , إذ أن الحرف ما الذي نكتب به هو مصريا خالصا تعلمناه من المعلم سمير , والعلم الذي نحييه صباحا علمنا نشيده الضابط العظيم نبيل الوقاد , وخولان عرفات رستم , وطلعت حسن مر هنا ذات يوم يوم أن كانت مصر تحمي ثورتنا , ولذلك سنظل نحب مصر رغما عنها ………, لكل مهمش تعازينا , ولجمعة تمنياتنا بالتوفيق لتجد أبناءها …………ولعبد السلام الخطيب ابن عمي عزائي باستشهاد خالد ……………., أبشركم أن جمعة الآن وجدت ابنيها تحت جسر بيت بوس نائمين من ثلاثة أيام , أتمنى لهم السلامة من صواريخ الطائرات .