2- الأنا.. والآخر
لحظة يازمن
ويواصل ” امبرتو ايكو”: فاطلاقية هذا المعيار قد تتعرض في الغالب للمسألة.. فإذا قمنا بتطبيق هذا المعيار على كل من الباكستان وايطاليا.
نجد أن الباكستان تملك القنبلة النووية أما أيطاليا فلا فهل يعنى هذا أن ايطاليا أقل حضارة من الباكستان¿ وكما يقول” إيكو” إذا ذهبنا بعيدا في تطبيق هذا المعيار على أنفسنا الغربيين فلماذا لا نحترم الحضارة الإسلامية التي أعطتنا إبن رشد وابن سيناء وأبوبكر بن طفيل وأهم مؤرخ إجتماعي هو إبن خلدون في الوقت الذي كان فيه المسيحيون يقتلون المسلمين في القدس ويرى ” إيكو” أن معيارا مطلقا مثل هذا سواء إستند على الانتربولوجيا” علم الإنسان – الوصفية أو التاريخ.. يظل سلاحا ذوحدين فما هو معروف عن الأتراك في التاريخ العربي وقسوتهم وأنهم كانوا يضعون أعداءهم على الخازوق.. لا يبرر القسوة البيزنطية التي كانت تقتلع أعين الأعداء..وضمن هذا الإطار فإن كل معيارله حدوده التي يتحرك فيها فليست هناك حقيقة عامة أو جدل يستند واحدا أو حد.
وهنا يقول” أيكو” أن هذه الطبيعة هي التي منحت الأوروبيين الفرصة لتعرية تناقضتهم الخاصة مع أنهم في الكثير من الأحيان قد لا يكونون قادرين على حلها فمن بين التناقضات التي قد تظهر في هذا المدخل من خلال الأمثولة ” كيف نتمكن من إطالة أعمار الملايين الذين يموتون في أفريقيا من الإيدز وأعمارنا في الوقت نفسه بدون أن نتقبل دورنا وذنبنا في الكوارث الإقتصادية والبيئية التي جعلت الملايين يموتون من الجوع والإيدز في أفريقيا نفسها¿ ويدعو ايكو بدلا من هذا الغرب لتطبيق مدخل يسمح لنقل التجربة الغربية للآخرين دون رعاية وبتجرد من الماضي الكئيب ويشير في هذا الإتجاه إلى منبر دولي ” هو المنظمة للثقافة العابرة للقوميات والتي يبدو أن “أيكو” يشرف عليها في جامعة “بولونيا” في جنوب إيطاليا.