ائتلاف البحث عن شرعية

حمل اسم التحالف الذي دشنته وقادته مملكة آل سعود للحرب على اليمن اسما سوف يتم تخليده في كتب التاريخ ليحمل مقدارا من سخرية القدر من هذا الجزء البائس من العالم أكبر من مقدار الحزن والأسى لحالهم فاختيار اسم ائتلاف دعم الشرعية واختيار فكرة الشرعية أساسا لتكون الدافع الرئيس لشن الحربسيكونان موضع بحث بعد عشرات السنين حين يتساءل الباحثون: كيف برر الحكام حربهم من أجل المصالح بأبعد ما يؤمنون به وهو الشرعية¿
وأين شرعية القادة والملوك والرؤساء ممن أعلنوا الحرب أية شرعية للملك السعودي الذي ورث الحكم عن أبيه الذي أورثه جده ما مصدر شرعية حكمه واية شرعية يتغنى بها ويتحدث عنها هل للرئيس المصري الحليف شرعية أو للشريك السوداني أين شرعية الملوك والأمراء والشيوخ والحكام عسكريون.
لا تحتاج كذبتهم إلى عقل واع ليدرك ضعف منطقهم وسوء نيتهم يعلم أهل المملكة أن الحرب لتأمين حدود المملكة الجنوبية وفرض شكل للحكم يخدم أهداف المملكة وأطماعها ويعلم أهل مصر أن الشراكة لها ثمن والحرب تجارة والحليف الخليجي يمتلك من الأرز ما يكفي إشباع كروش الجنرالات يعلم الصديق التركي والقطري أنه خسر في معاركه السابقة بإسقاط الحكم الإخواني في مصر وتداعي التجربة التونسية وانفراط العقد في سوريا فدخل المعركة طمعا في أي مكسب للتنظيم الذي راهن عليه .
كان الأولى بهم أن يسموا ائتلافهم بائتلاف البحث عن الشرعية وليس دعمها أو الدفاع عنها فالنظام السعودي شاخ وبدأ في التداعي وثروات الأمراء تكدست حتى ملأت خزائن الأرض والوريث الجديد محمد بن سلمان يبحث عن طريق مختصر يصل به سريعا الى العرش وما أسهل من إشعال حرب لإعلان مخاض زعيم جديد يجمع شتات الخليج وأمواله وجيوشه ويمهد طريقه بشعبية محارب وشرعية ملك يحكم الشرق الأوسط.
لا يختلف الموقف كثيرا عن الحاكم المصري فاقد الشرعية الذي حاول كثيرا إيجاد شرعيته في الداخل بقتل المعارضين وقمع الثوار وكتم الأصوات فلم يجد له شرعية فاتجه للخارج فحارب في ليبيا وانبطح للصهاينة وعادى القضية الفلسطينية نفذ أجندات المؤسسات النقدية الأمريكية ولم يجد لنفسه شرعية فاندفع نحو الحرب باحثا عن أي ورطة يغرق فيها الجيش المصري تسكت عنه الأفواه الجائعة وتدر عليه المليارات وتمنحه الشرعية المفقودة فلا يعلو صوت فوق صوت المعركة طالب بالقتال في ليبيا فرفض الخليج تمويله والغرب إعطاءه الغطاء الدولي فلم يجد بدا سوى الانسياق لتحالف الخليج حيث تتوافر المليارات والدعم الأمريكي والرضا الدولي.
استخدم الحكام العرب تواجد الكيان الصهيوني كمصدر للشرعية وللنعرات المقاومة حتى انكشف غيهم وتبين كذبهم وانفضحت علاقاتهم المشبوهة مع الاحتلال فأعلنوا عن صداقتهم مع الاحتلال وحبهم للسلام وميلهم إلى المهادنة حتى وصل الأمر إلى عدائهم الصريح للمقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب ثم كان لابد من توافر العدو الجديد الذي يسمح باستمرار تكديس الثروات ونهب أموال الشعوب في صفقات الأسلحة لإرضاء الأمريكي وتوفير باب خلفي للثراء السريع.
الشرعية التي يعرفونها ويؤمنون بها جيدا هي شرعية المتغلب طالما الغلبة لهم فالشرعية للأقوى والأغنى الشرعية لصاحب العسكر والدبابات والطائرات الشرعية لآبار النفط وحقول الغاز.
لن تنتج حربهم التي تدعي الشرعية إلا إضفاء الشرعية على التنظيم الذي أعلنوا الحرب عليه فوقت القصف والحرب لن يجد الشعب اليمني بجانبه رئيسه الذي يتابع العملية من فنادق الرياض أو أيا من رجاله لكنهم سيجدون فقط التنظيم الحوثي حتى إن كانوا يكرهونه سيجدون الحوثي وحده يمسك السلاح ويدافع عن بيوتهم وقراهم ومدنهم.
لن يحصل على الشرعية من عاصفة الحزم سوى الحوثي الذي سيتحول في نظر المواطنين إلى تنظيم مقاومة الغزو والذود عن الشعب وان كرهوه في البداية وإن رفضوه وإن اختلفوا معه فحرب الـ10دول عليه ستمنحه القبول الشعبي والشرعية الجماهيرية وهو ما لن يحصل عليه تحالف آل سعود أبدا.
* نقلا عن موقع ” صحيفة البديل” المصرية

قد يعجبك ايضا