الجيش واللجان الشعبية في عدن .. هل سقط مشروع انفصال الجنوب¿

 كتب / عبدالله علي صبري
تسابق قوات الجيش واللجان الشعبية الزمن وهي تحارب مليشيات هادي في جنوب البلاد بغية تأمينها والحؤول دون تمكين القاعدة وداعش من تنفيذ سيناريوهات التفكيك والتقسيم التي كشف عنها العدوان السعودي/ الأمريكي على اليمن ومن يتواطأ معه من قوى العمالة والخيانة في الداخل.
وإذ تمكن الجيش مسنودا باللجان الشعبية من إحكام السيطرة على عدن رغم القصف الجوي والبحري الذي تعرضت له المدينة من قبل تحالف الشر فإن التطورات التي شهدتها محافظة حضرموت مؤخرا تعني أن خطر تمكين القاعدة في الجنوب لا يزال ماثلا وأن فصلا مهما من الحرب ومواجهة الإرهاب لا يزال مرتقبا في محافظة هي الأكبر مساحة والأغنى بثرواتها النفطية والسمكية وبتاريخها وتراثها الأصيل.
لقداستغلت القاعدة العدوان وعدم تواجد اللجان الشعبية فتمددت في المكلا بأريحية ملفتة للنظر وهذا يعني أن قوات الجيش والأمن المرابطة هناك  ما تزال موالية لهادي أو أنها تخشى بالفعل من مواجهة العناصر التكفيرية التي أمعنت من قبل في إرهاب الجيش وذبح الجنود على الطريقة الداعشية. ويتعقد الوضع هناك مع استمرار القصف الجوي على اللجان الشعبية المتقدمة في عدن وشبوة ما يكشف بلا مواربة أن العين السعودية على حضرموت قبل أي شيء آخر.
الأطماع السعودية ليست جديدة وقد كانت سيناريوهات التقسيم تجري على قدم وساق برعاية الدول العشر التي دعمت خيار الأقلمة ودفعت باتجاه إقرار الستة الأقاليم في مسودة الدستور دون مراعاة تحفظات واعتراضات القوى السياسية بما فيها أطراف الحراك الجنوبي التي ظلت متمسكة بوحدة الجنوب جغرافيا وقضية بينما منح التقسيم – غير الناجز- حضرموت إقليما مستقلا في ترسيخ للهوية الحضرمية وتمهيدا لانفصال الإقليم عن الشمال وعن الجنوب!
وإذا كانت اللجان الشعبية قد أسقطت مشروع الأقاليم بصيغته التفكيكية فإن سياسات هادي قد أنجزت المهمة الباقية فمن عدن التي فر إليها متلفعا بشرعية موهومة عاشت قوى الحراك الجنوبي حالة من العجز والإرتباك إذ كان عليها وهي تساند شرعية هادي أن تتخلى عن طوباوية فك الارتباط مع الشمال. وحتى علي سالم البيض الذي كان أكثر تطرفا في المسألة فإنه بإعلان مساندته “عاصفة الحزم”  يكون قد تخلى عن جوهر القضية الجنوبية على اعتبار أن العدوان على اليمن يأتي بذريعة مساندة شرعية هادي كرئيس لليمن وليس كرمز أو حتى كطرف في الحراك الجنوبي.
لقد تخلت أطراف الحراك الجنوبي – بمساندتها لهادي وللعدوان – عن القضية الجنوبية التي تصدرت الأزمة السياسية اليمنية  وكانت على رأس القضايا المدرجة في مؤتمر الحوار الوطني وأصبحت هذه القوى مع أطراف أخرى في الشمال تناور تحت مظلة شرعية هادي لا أكثر. ولن يكون بمقدور هادي والحراكيين من حوله التفاوض على الجنوب بمعزل عن الشمال وهذا يعني بالمجمل سقوط مشروع انفصال الجنوب سياسيا كما سقط ميدانيا في معظم محافظات الجنوب.
 ومن جهة ثانية فكما أن العدوان السعودي يستهدف كل اليمن فإن من حق الجيش واللجان الشعبية الدفاع عن كل شبر في أرض الوطن. بما في ذلك حضرموت التي لا يمكن أن تترك للقاعدة كي تنفرد بتقرير مصيرها.
ما تزال الأبواب مشرعة على كل الاحتمالات وسقوط خيار الانفصال لا يعني التنكر للقضية الجنوبية التي ستبقى حقيقة ثابتة وإن تلاعبت بها نخبة الحراك. وهذا يقود إلى القول بأن الحل السياسي للقضية الجنوبية يبقى التحدي الأكبر باتجاه الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وبناء دولة الشراكة الوطنية مستقبلا.

قد يعجبك ايضا