عن خطورة إهمال الجبهة الاقتصادية والمعيشية !
حسن أحمد اللوزي
كل الحروب في أي زمان قامت أو في أي مكان كانت تنتج نوعا من المخاوف الإنسانية المبررة على الحياة البشرية عموما داخل المجتمع وفي نطاق كل أسرة وبالنسبة للأفراد كما بالنسبة للدولة ومكوناتها والأجهزة ذات الصلة المباشرة بالحياة اليومية فوطأة الحرب على الحياة لا تقف مطلقا عند حد معين أو مستوى مرصود ولكنها تتطلب اليقظة والتنبه وعدم التهاون أمام مواجهة ومعالجة كل طارئ أو مستجد وكل محتمل ? … وقد تصل تلك المخاوف التي أشرنا إليها ذلك إلى الجزع الكبير المضعف للحياة وعنصرها الاقتصادي والمعيشي في أحوال حروب كثيرة عرفتها البشرية ولا مجال لاستعراضها هنا .. بقدر ما دفعنا إلى الكتابة عن هذا الموضوع هو الحرص على التحذير والتنبيه لخطورة الجبهة الإقتصادية في خطة مواجهة العدوان الغادر والشامل الذي تواجهه بلادنا بما أسميته عاصفة الجرúم والقتل والهدم !
وأرجو من ذلك العمل من قبل الجميع من أجل الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتكامل المجتمع بكل قواه مع المؤسسة الوطنية العسكرية والأمنية والجهات الحكومية المختصة في الحفاظ على الأمن الغذائي والدوائي في كل محافظات الوطن وخاصة وبلادنا لا تواجه مجرد حرب عادية متكافئة.. وإنما تواجه عدوانا غادرا وشاملا .. صار يستهدف الانسان في حياته ومعيشته من خلال طوق الحصار الكامل على وطننا جوا وبرا وبحرا و صار ما يقترفه العدوان من أعمال القتل والتدمير التي تجاوزت كل الإحتمالات…وما تشهده العديد من المحافظات من مواجهات دموية يراد بها أن تتحول إلى فتنة شاملة لا قدر الله ولا أراد !
وهو ما يفرض على كل المقتدرين وبكل ما يمتلكونه من الامكانيات والطاقات العمل في شبه ما يعتبر خطة وطنيةعاجلة للتحصين الاجتماعي والإنقاذ الوطني والتركيز على حماية الجبهة الداخلية والحفاظ على المستوى المقبول أو المحتمل للحياة المعيشية المتقشفة وبناء قواعد متواشجة مع كل الأطراف لتماسكها من أجل إيقاف التداعيات المحتملة في الجبهة الاقتصادية وحماية الحياة المعيشية للمواطنين والحفاظ على المستوى المأمون من توفير المواد الغذائية والدوائية في كل الأسواق ..
إن ذلك من أول الاولويات التي سوف تعزز من قوة الشعب وتماسكه في الصمود ومواجهة العدوان … والعمل على سرعة ايقافه في كافه الجبهات الاخرى وإفشال كل اهدافه العدوانية .. ومراميه المتصلة بإضعاف الشعب اليمني وتدمير كل مكتسباته. .ومقدراته الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية والخدمية وما يتصل بها من الهياكل الأساسية والبنى التحتية !!!
نعم كل التصريحات الرسمية وكذا بالنسبة لكبار تجار المواد الغذائية والدوائية توضح بأن المواد الغذائية متوفرة وبكميات تكفي لعدة شهور كما جاء في عناوين مقابلات وتحقيقات نشرتها صحف الثورة والجمهورية والوحدة الأسبوعية والصحف الأخرى خلال الأيام الماضية من أجل تعزيز الاطمئنان لدى المواطنين ومواجهة الشائعات التي تتحدث عن تدهور الأسواق واختفاء بعض السلع وارتفاع أسعار البعض الآخر منها من قبل البعض من ضعاف النفوس وأعداء أنفسهم من بعض التجار حيث لا يجوز مطلقا ان يكون مجرد ارتفاع الطلب بما يزيد على 500% سببا لرفع البعض للأسعار مع ازدياد مبيعاتهم وأرباحهم وبرغم أن مثل هذه الحالة لا تعني سوى انتقال السلعة من مخازن التجار الى التخزين في بيوت المواطنين الهلعين ولا أقول أكثر من ذلك.. والذي دفعني للكتابة عن هذه القضية هو ما يمثله الخطر الكبير من فكرة الحصار الشامل على بلادنا فضلا عن ما يمكن ان يواجهه المجتمع المتماسك والمقاوم للعدوان من اضعافه في ضرب مركز قوة بنيته الداخلية وتماسكه الاجتماعي بالهلع على معيشته والأسرة وافرادها في قوتهم قوúتهم اليومي.. بل كل ما صار يتهدده حيث حذر تصريح صادر من منظمة اليونيسف نشرته صحيفة الوحدة يوم أمس (( من أن الصراع في اليمن أفقر دول شبه الجزيرة العربية يقود بالفعل صوب كارثة إنسانية )) ان هذه الاحتمالات في بعض اشكالها و في نتائجها اخطر من كل صور العدوان الخارجي المدمر الذي تواجهه بلادنا بالاعتداءات الجوية الغاشمة و الدفع العدائي السافر لتنفيذ مخطط الاحتراب الداخلي المذهبي أو الطائفي لا قدر الله . .
يجب أن يعمل الجميع في كل القطاعات الاقتصادية مع التكوينات السياسية والأجهزة المختصة على حماية هذه الجبهة الخطيرة من كل صور الانحراف أو الاستهداف وإعادة الهدوء والاستقرار إلى كل الاسواق .. وسرعة إعادة ما تحرك من الاسعار ولو بصورة طفيفة الى عهدها السابق لأن لا مبرر مطلقا لأي ارتفاع وعلى اخوتنا التجار الكرام أولا وهم أحرص الناس على ذلك أن يكونوا عند تعهداتهم وان يتجنب المواطنون الذين يمتلكون المال من التكالب على الشراء لمختلف السلع وتخزينها لما يسببه من الأضرار بإخوتهم الذين لا يملكون سوى ما يسير حياتهم ويحمي معيشتهم من اسبوع الى اسبوع ومن