لحظة يازمن.. الأنا.. والآخر
محمد المساح
يوضح عالم اللغة والناقد والروائي الإيطالي ” أمبر تو إيكو” موقفه من فهم الأنا والآخر ويقول: إن كل الحروب التي مرت على الإنسانية والدماء التي أريقت في سبيل الأفكار كان سببها الوحيد والأوحد هو الشعور العاطفي المستند على مقولة “نحن “”وهم” أخيار وأشرار وضمن هذه الثنائية فإن الأنا تحاول بناء صورة عقلانية عن ذاتها مفادها أن غنى الثقافة الغربية كما أدعى سيلفيو برلسكوني تنج لأنها حاولت التخلص من الأفكار السطحية والتبسيطية عبر البحث العقلاني.. ومع ذلك لم يمنع هذا من ظهور هتلر الذي حرق الكتب وشجب الفن وقتل أبناء الشعوب الذين ينتمون كما كان يعتقد إلى العرق المنحط ويتذكر ” أيكو” أن الفاشيين درسوه في المدارس شعار “يلعن أبو الأنكليز” لأنهم أي الإنكيز يأكلون خمس وجبات في اليوم ويوضح ” أيكو” أن هناك صعوبة تامة في استنادا الشخص على جذوره الفكرية من أجل الحكم على جذور الآخر.
إن خيارات الإنسان تكون في الغالب محكومة بخيارات لغوية وثقافية فالسكن في روما ” للإيطالي” يكون أسهل من السكن في موسكو ومحاولة تقليد ثقافة الآخر لا يعنى فهمها.. فلورنس العرب ليس الثوب العربي وأنتهى أخيرا في انكلترا ويذكر ” إيكو” أن الإهتمام الغربي بالثقافات الأخرى إرتبط بالضرورة بدوافع اقتصادية مما دعا إلى التصنيف الثنائى عن الأنا والآخر وفي هذا السياق ينتقد ” أيكو” المفهوم الثقافي للغرب الذي اعتمد على قراءة رزمة العادات والتقاليد للشعوب الأخرى حسب المفهوم الغربي ويؤكد المفكر الإيطالي.. أن هذا المفهوم محدود ومحصور.. ولم يتم من خلاله فهم الآخر ولا تجب مسألة هذا المعيار قبل تطبيقه.