اعيدوا رعاينا كما اخذتم رعاياكم
منذ أن تم فرض الحصار البري والجوي والبحري على بلادنا جراء الغارات التي يشنها ما يسمى بالتحالف العربي على موطن عروبتهم الأول أصبح المواطنون اليمنيون عالقون في مختلف مطارات العالم وحالتهم صعبة للغاية بعد أن نفذ منهم المال وأصبحوا مطاردين من رعايا دول تشارك بلدانهم في الغارات لا يملكون سوى تذكرة سفر العودة إلى بلدهم.. حالتهم لا يمكن وصفها إلا بأنها كارثية أكثر منا نحن في الداخل على أساس اننا رغم كل المعاناة في بلدنا وهم خارجه لا يعرفون أحدا وإن كانت البلدان التي فيها تغير على اخوتهم في الداخل ولا ترحمهم فكيف سترحمهم في الخارج.
العجيب أن الدول المنفذة للغارات ترضخ لبعض الدول باجلاء رعاياها من صنعاء وتفسح لهم المجال الجوي لترحيلهم من اليمن نحو بلدانهم جوا أما رعاينا فالقاسم المشترك بيننا جميعا أن التحالف لا يعيرنا وإياهم أي اهتمام بدليل منع عودة طائراتنا اليمنية وبالتالي أصبح اليمنيون مشردين في البلدان الصديقة والشقيقة والمحزن أن غالبيتهم نتيجة للوضع المادي والصحي في بلادنا لم يذهبوا للنزهة بل هم مرضى مما يجعل المعاناة مضاعفة جدا.
روسيا تقدمت بمشروع قرار لمجلس الأمن لتنفيذ هدنة يتم بموجبها إفساح المجال للأعمال الإنسانية وليس أكثر إنسانية من إعادة المرضى اليمنيين إلى بلدانهم بعدما طردتهم مستشفيات دول تشارك في التدخل العسكري على بلدهم.. إذا الحل أن يكون مصير هؤلاء هو المجهول مثل اخوتهم في الداخل.. تصوروا هناك طائرة بمن فيها كانت عالقة بمطار جيبوتي قادمة من الهند وكلهم مرضى لم يسمح لهم بالعودة على طائرنا اليمنية وبعد عشرة ايام من العذاب انقذتهم إحدى الطائرات الهندية التي اتت لاخذ رعاياها الهنود من اليمن ولولا ذلك لمكثوا في جيبوتي في حالة انسانية كارثية.
خالي أحمد شقيق والدتي توفى في احد المستشفيات المصرية يوم الأحد الماضي ولم نستطع حتى ارجاع جثته او ارجاع من كانوا مرافقين معه لعدم وجود طيران لليمنيين فقط الى بلدهم وحالتهم مع كثيرين آخرين صعبة بعدما اصبحوا لا يملكون اجرة السكن ولا قيمة الطعام وفيهم نساء واطفال وشيوخ.
كان على الاقل من باب الانسانية ولا أقول العروبة والإسلام أن تنظر الدول المتواجدين فيها خاصة من تنفذ الغارات ضد بلدنا أن تتكفل بهم وان تحتسب التكفل ولو من باب النفقة العسكرية التي تدفعها وهي يسيرة جدا مقارنة بما يدفع في الغارات ولكن هذا لم يتم ليبقى اخوتنا عالقون في مطارات العالم فيما الأبواق التي تدعم ضرب بلدها تحظى بدعم ورفاهية .
السؤال المهم: لماذا يتم السماح لنقل الرعايا العرب والأجانب بكل يسر من صنعاء للعودة إلى أوطانهم فيما لا يسمح لليمنيين بالعودة الآمنة والكريمة إلى بلدهم.. فهناك أنباء عن إهدار الكرامة للعائدين من خلال تحويلهم لعدة دول عبر البحر ثم البر وكأن فيهم جرب سوف تتسخ به طائراتهم.. لقد كان هؤلاء ينعشون السياحة العلاجية في بلدان ليس معها اليوم إلا المشاركة في ضرب بلدان أخرى من اجل أن تستطيع توفير احتياجات لمواطنيها وكان اليمنيون يعطون دولاراتهم لتلك الدول في العلاج بمستشفيات تلك البلدان.
نستحي أن يطالب الصليب الحمر بإيقاف الحرب فيما هادي ووزير خارجيته يدعوان لتكثيف الضربات ونكون في قمة الابتعاد عن الإنسانية حينما نحرم مواطنا من الأكل والشرب والدواء والكهرباء جراء إصابة الضربات لاماكن تحتويها تلك الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن المسكين.
بالمقابل لا نستطيع تفهم جشع تجار المواد الأساسية والضرورية ليكونوا معا في خندق تجار الحروب من خلال احتكار المواد الغذائية والتموينية والدوائية وآخرها احتكار مواد الوقود الدبة البترول 20 لترا التي قيمتها 3000 ريال أي ما يقارب 15 دولارا قفز سعرها في السوق السوداء إلى 15 الف ريال أي 70 دولارا ونعرف ان اختفاء الوقود يعني توقف الحياة والمحطات الكهربائية والمائية والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى.. أي الحكم بالموت لمن لم تقتله الطائرات والصواريخ.. إذا هؤلاء مشاركون في الاعتداء على اليمن والمواطنين ويجب إنفاذ أقصى العقوبات بهم لأنهم يحتكرون الأساسيات والوطن يعيش حالة حرب والعجيب أن قوات التحالف بدل أن ترمي بالمواد الغذائية للمواطنين رمت باطنان من السلاح ليكتمل قتل اليمني لأخيه اليمني.
يا لطيف لم تزل الطف بنا فيما نزل انك لطيف لم تزل الطف بنا والمسلمين.