لا للحرب والعدوان .. نعم للعودة للحوار
كل التبريرات السياسية والتخريجات و”الحرفنة” لتبرير العمليات العسكرية العدوانية التي تقوم بها السعودية وتسع دول أخرى على اليمن” عاصفة الحزم” لا تستقيم مع عقل ومنطق, فكل حرب هي عدوان وقتل وقصف وهمجية وتدمير سواء قام بها زيد من الناس أو عمرو فالحرب حرب عمياء وعدوان مستهجن نرفضها جاءت من الأخ الشقيق داخل الوطن أو من الجار القريب في الإقليم أو البعيد في المنطقة.
ما يجري في اليمن أيها الأوغاد جميعا غير مبرر تحت أي لافتة كتبت التبريرات للعدوان جاء من أخ شقيق داخل الوطن أو شقيق جار في الإقليم والوقت الآن ليس مناسبا للنقاش حول المسؤول والمتسبب بالحرب الداخلية أولا أو الخارجية على اليمن التي تقودها السعودية وتسع دول متحالفة معها فالجميع مسؤولون ويتحملون التبعات فلا النخب ولا الأحزاب ولا القادة واللاعبون بالنار معفيون مما جرى وسيجري . فكلهم يتحملون مسؤولية استدعاء العدوان الخارجي من قبل السعودية وتسع دول معها .
والضربات الجوية والقصف لصنعاء وعدن والمدن اليمنية ليس عدوانا خارجيا فقط فقد بدأ داخليا ولن يكتفي هذا العدوان بتدمير البنية العسكرية المسلحة للجيش اليمني الذي بدأ بالتلاشي والزوال منذ رفع اليمنيون السلاح في وجه بعضهم البعض في حرب ظالمة عام 94م وحتى ما قبل العدوان الجوي السعودي بل ستكون نتائجه مدمرة على المدن والمدنيين وستخلق جروحا غائرة من العداء بين اليمنيين أولا وبينهم وبين السعودية والدول المشاركة في التحالف ثانيا.
والعمليات العسكرية العدوانية على اليمن لن تكون خاطفة وسريعة وحاسمة, هذه حقيقة يعرفها الخبراء العسكريون ولنا في عمليات مشابهة قادتها أمريكا والغرب سواء في أفغانستان أو العراق وأخرى بالصواريخ والبراميل نفذها قادة عرب بشار في سوريا وصدام ضد الكويت” وما جرى هنا في اليمن سواء في حرب صيف 94م عندما تم قصف صنعاء وعدن بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات والصواريخ أو قبل أيام عندما تم قصف دار الرئاسة في المعاشيق بعدن كل ذلك حماقات وعدوان أعلن تحت لافتة الوطنية أو حماية المصالح السعودية والخليجية ولا يقول لي أحد هناك فرق بين العدوان الداخلي والخارجي فالعدوان كله عدوان والحرب هي الحرب.
فكل الحروب ظالمة ومدانة ومستهجنة السابقة والحالية واللاحقة لأن ضحاياها هم يمنيون من أي منطقة أو مذهب كانوا وكم قلنا ورددنا وأعدنا وزدنا أننا في اليمن لم نتحول بعد إلى محاضن مذهبية وطائفية وإن حاول الأعداء والخصوم في المنطقة والعالم لحاجة في نفس يعقوب صناعة “مفاعل مذهبية وطائفية ” في اليمن لتحويلنا إلى نماذج ومربعات بدأنا نرى ونسمع مآسيها في المنطقة “لبنان والعراق وسوريا” سيفشلون وسننجو هذا أمل برغم كل الجراح والدماء التي نراها ليس من اليوم بل من عشرات السنين.
لا يختلف اثنان لديهما قليل من العقل والمنطق على أن المغامرات المجنونة للمليشيات المسلحة وما تمتلكه من قوة بعيدا عن أطر وأوعية السياسة شمالا وجنوبا وما كانت تعيشه السلطة والدولة من هشاشة ورخاوة هي التي أعطبت اليمن سلطة ومؤسسات ساعدها ممارسات انتقامية ضد كل شيء رفعت وتيرتها التحكم بمفاصل قوة ضاربة وخزائن مال مكدسة ونخب سياسية مهترئة شاخت وأحزاب أصبحت غير قادرة على تجديد نفسها كل ذلك أوصلنا إلى هذا الحال المدمر وتنبئ الأيام القادمة بشر مستطير إن لم يحكم أمراء الحرب في المنطقة السعوديون وحلفاؤهم والإيرانيون وحلفاؤهم ” وأذنابهم داخل الأرض اليمنية عقولهم ويوقفون الحروب والاستقواء والاستعلاء .
لن تبقى اليمن سليمة ومعافاة بعد ما جرى من حروب داخلية وخارجية أقصد العدوان الجوي من قبل السعودية وحلفائها وقبله استخدام القوة والجيش والطيران لإخضاع مناطق الوسط والجنوب بالقوة, كل ذلك أعمال عدوانية خرقاء تعكس تشوها في التفكير وحقدا يغلي في صدور أمراء الحرب وكل ما جرى من عدوان لن يبقي اليمن غير مفكك بل سيزيده مأساة فوق ما به من مآس والتعويل على القوة والحروب لصناعة سلطة قوية أو تحقيق الأمن والاستقرار وهم زائف ومضلل.
الأولوية الآن لإيقاف القصف الجوي والعدوان المدمر وإيقاف كل المعارك والحروب الداخلية لإيقاف كل المبررات لاستمرار العدوان الخارجي وكل المبررات لاستمرار الحروب الداخلية فلا للحرب .. ولا للعدوان .. نعم للعودة لطاولة الحوار فخيارات شمشون مدمرة وباهضة الثمن وستجبرون غدا للعودة إلى طاولة الحوار سواء خصوم الداخل أو مع الجيران المعتدين.
فلم تعد تكتيكات نقل المعركة من مكان إلى آخر كما ظل يستخدمه أمراء الحرب في الداخل مجديا مثلا عندما تم نقل المعركة من عمران إلى صنعاء ثم إلى الوسط والجنوب” تعز لحج الضالع عدن” ولا حتى نقل المعارك إلى الخواصر الرخوة في الحدود الجنوبية للسعودية مجديا فالحرب ستولد حربا أخرى وستقضي على البلدين والشعبين وستدخلهما في خراب ليس مستفيدا منه غير الخصوم الذين سيتحاربون