غطرسة وتحالف رغيف مغموس بالدم ..!!

نقع في الفخ إذا نحن أطلقنا عليها حرب التحالف هي فقط ” العدوان السعودي على اليمن “.
* صحيح أن قرار الحرب تم اتخاذه في واشنطن وبطلب من السفير السعودي هناك وهو أمر أمريكي آخر سأتوقف أمامه لاحقا لكن الصحيح أيضا أنه ليس لأطراف ما سمي بالتحالف أكثر من أحد دورين.. إما التابع الخليجي المتعصب أو البرجماتي العربي المنتفع .
* وكلاهما لا ينطلق من قضية ولا ينفذ ” وصية “..  ما يعني أنها فقط حرب الغطرسة السعودية على البلد الفقير بسبب نخبه السياسية الفاجرة المتهافتة والفقير بسبب إرادة جار لا يفهم أن المسلمين عند الله سواء لا فرق إلا بالتقوى .. جار لا يدرك أن للمساواة معناها في المزاج الشعبي اليمني اختزلته غزال المقدشية في قولها : سوا يا عباد الله متساوية .. لا ذا ولد عبد والثاني ولد جارية .
* وحتى وقد أدرك الجيران أنهم فقدوا أهم أدواتهم وأذرعتهم في اليمن ما كان الأمر يستحق التحول إلى قرار متغطرس يملأ سماء اليمن بالطائرات الأمريكية الحديثة التي تختار غاراتها الثقيلة ليلا حتى لا يهدأ مريض ولا ينام طفل من الفزع وعلاوة على الدماء والأشلاء فقد أصيب أطفال ونساء بانهيارات عصبية تشبع نزوات المتغطرسين.
* نحن جيران مع السعودية ولا يستطيع طرف أن يقتلع الآخر من الخارطة حتى لو استحضر التعريف الغازي لوطن الهنود الحمر ولذلك فالأفضل للشقيقة الكبرى من الثأر لنفوذها المتناقص مساعدة اليمنيين على إنجاز حوار ينقلون به الدولة إلى شرعية حقيقية قائمة على دستور محترم وانتخابات وقوانين وحينها يمكن بناء علاقات جوار قائمة على التعاون والتقدير والاحترام المتبادل ورعاية المصالح المشتركة بعيدا عن لغة الهيمنة وبسط النفوذ على الأرض أو العدوان من السماء الذي لن يترك البلاد إلا للصراع وعدم الاستقرار ونزيف الدم وما يلحق ذلك من الأحقاد العابرة للحدود .
* ليس تحالفا هذا العدوان وإنما هي حرب الجار السعودي الغني على جاره الفقير وحرب القادر على استغلال حاجات الدول واستدعائها إلى حلف أنكرته باكستان وضعف أمامه بشير السودان ولن تنطلي فيه مزاعم الدفاع عن الوحدة على المغربي وستجعل الطيار المصري الذي رفض أن يقلع بالطائرة للقصف في اليمن يستنسخ نفسه عند كل جندي وضابط عربي مسلم يتمتع بالذكاء وبقدر من الحكمة والإيمان وبأن الأولى بالجيوش العربية وقد تم حبسها عن القيام بدورها ضد الصهاينة المحتلين للمسجد الأقصى أن لا تقصف أطفال ونساء اليمن وتدمر مقدرات جيش وأمن جرى اقتطاعها من قوت الشعب الفقير .
* ولعل ما تردد من أن الطيار السوداني الذي قصف مزرعة للدجاج في ضواحي صنعاء قبل أن يقبض عليه يعكس إرادة تتنافر مع الفكرة العدوانية لما سمي عاصفة الحزم المستنسخة من عاصفة التحالف الأمريكي الذي دمر الجيش العراقي على طريق تدمير بقية الجيوش كما يحدث في سوريا وليبيا ويحدث اليوم في اليمن .
* ويقيني أن الشعب المصري والشعب السوداني والشعب المغربي سيرفضون فكرة أن يأخذهم كائنا من كان نحو غمس رغيف خبزهم في دماء اليمنيين الذين يمثلون أصل العرب ومنبع قادتهم الفاتحين في أزمات العزة والمجد ونخوات المعتصم .
* وغير خاف أيضا  أن المطلوب من هذه الحروب هو تحريك مصانع السلاح الأمريكية والمزيد من الاستنزاف لموارد شعوب المنطقة .. ومع ذلك فالأمل كبير بأن يعود هؤلاء إلى صوابهم ويدركوا عبثية هذا العدوان على اليمن وخطورة عواقبه على المدى المنظور والبعيد .
حفظ الله اليمن .. لا نامت أعين الجبناء .. والعاقبة للمتقين

قد يعجبك ايضا