اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا

كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي قالها المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه واله وصحبه في اليمن وأهله.. ولكننا ونحن نعيش هذه المحنة في يمن الإيمان والحكمة لا يسعنا إلا استذكار الدعاء النبوي الشريف بالبركة للشام واليمن وهو ما يحتاجه البلدان اليوم.
كنا في فسحة من أمرنا ولكنا تآمرنا على بلدنا وأن تنوعت وجهتنا الخارجية المهم أننا وضعنا صالح أنفسنا على صالح وطننا ظللنا طيلة الأعوام الأربعة الماضية نلعب من أجل المكسب فقط خرج الشباب للساحات فركبت موجتهم الأحزاب التي تصارعت فيما بعد على اقتسام الكعكة.
ما وصلنا إليه اليوم وإن بدا ظاهريا في قسوة استعداء الخارج على الوطن من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يفترض به أن يحقق السيادة الوطنية فإذا به ينهيها تماما صحيح بأن من أوصلوه لهذه الدعوة السيئة هم مشاركون في تردي الوضع ولكنه أظهر أنه فعلا مستعد لهذه الخطوة الخاطئة وإن تأخر فيها.
ان ضياع هيبة الدولة من قبل الرئيس وتمييع الجيش الوطني وإبداله بلجان شعبية للأحزاب والمكونات وأخيرا بالرئيس نفسه الذي استعان بلجان يضرب بها الجيش الذي أخرجه هو عن سيطرته بسبب أنه أراد أن يضرب حلفا بكل مكون سياسي ليضرب به المكون الآخر ثم يتفرغ لغيرهما وهكذا ولكنه لم يدرك أنه لعب بالوطن وخسر به من أول جولة ليتحول الوطن مثل رئيسه يبحث عن مكان يهرب إليه.
إن الداخل والخارج الذين سمحوا للأمور بأن تصل إلى هذه النقطة كلهم مشتركون في ضرب الوطن والشعب فالكل يدعي بأن الشعب معه فيما الشعب نفسه لم يعد يعرف من يمثله بين شرعية الواقع وواقع الشرعية فتاه الوطن بينهم جميعا حتى آفاق وهو يرى ما كان يسمع عنه عن ضرب الدول من الخارج.
لماذا نلوم الخارج وهو يريد مصلحته فيما لا نلوم أنفسنا ونحن لم نسع نحو مصلحتنا أن الخارج لم يكن ليأتي لولا دعوة رسمية من رئيس سمح له لينتقل إلى مدينة أخرى خارج العاصمة ليعلن في الأخير ما لا يرضى به أحدا لبلده فها هو الخارج يأتينا بغاراته وفينا للأسف من يصفق له.
كيف لنا أن نفهم المشهد السياسي بواقعية وهناك من يتحاور في الفنادق وآخر يسيطر على الأرض ورئيس فار من محافظة إلى أخرى فلا هو أصبح رئيسا بمعنى الكلمة وأعان الشعب ولا هو رحل عنه ورحمه فأصبح وكلمة الشرعية التي يتنقل بها في الخارج سلاحا مسلطا على رقابنا جميعا.
لو أني أعرف أن الخارج سيعيد عبد ربه رئيسا قويا قراره بيده لا بيد ابنه أو مساعديه لكنت عذرته ولكني أثق من خلال سلوكياته أنه ضعيف جدا ولا يقوى على حمل أمانة الرئاسة ولهذا كان عليها  أن يكون رحيما بمن انتخبوه ويدعو إلى انتخابات مبكرة كانت هي المخرج مما وصلنا إليه اليوم.
أقول لمن يفرح بالتدخل الخارجي ضد بلده وهو كان بالأمس القريب يسب ويلعن تلك الدولة ويقول فيها ما لم يقله مالك في الخمر لا تفرح كثيرا فالخراب الذي كان حل قبل الضرب سيتوسع بحيث لا يمكن تحديد رقعة اتساعه والتدخل الخارجي سيعمق الجرح الداخلي والوضع بعده ليس كما قبله.
أكرهوا صالح أو الإصلاح أو بيت الأحمر أو الحراك أو أنصار الله أو أنصار الشريعة فهذا حق لكل منا أن يحب أو يكره ولكن أن نحب غير اليمن فهي مصيبة كبيرة والمصيبة الأدهى أن يتصور من يستعين على خصمه الداخلي بالخارجي أنه قوي بل ضعيف جدا وسيكون استمرار الانتقام متواليا والخاسر فقط هو الوطن والمواطن.
بالله عليكم لا تفرحوا بضرب بلدكم قد يحدث ذلك من مواطني الدول الأخرى ولكن هذا بلدكم ولا يستحق منكم أن تبيعوه بثمن بخس ينبغي علينا أن نتوجه لله سبحانه وتعالى بكشف الغمة وحفظ اليمن وأن يبارك الله فيه.

قد يعجبك ايضا