اليمن .. بحاجة لتحكيم العقل

تبدو اليمن هذه الأيام أكثر ما تكون بحاجة إلى التحكيم العقل للحفاظ على الهدوء والأمن والاستقرار .. لأن الأحداث تتوالى والعواصف السياسية تتلاحق كالأمواج واحدة وراء الأخرى ليكثر معها النظر إلى الخروج من المأزق السياسي ومناورة المتحاورين لأن استمرار ذلك له تأثير سلبي خطير على مسيرة وطن ينبغي أن ينظر الجميع إلى الأمام  وليس إلى الخلف خصوصا وقد مر أكثر من عام والأنظار متجهة نحو الطاولة الحوارية والتي لم تفض إلى شيء وظل ممارسوها يدورون في فلكها دون نتيجة تذكر فتعالت الصرخات وكثر الضجيج وتزايد المحللون لتعم الفوضى المشهد والناس التعبانة من الأوضاع تحتار لغياب الرؤية وانحراف البوصلة لتصل بالأمور إلى اختلاط الحابل بالنابل وضاعت الحكمة وغاب كل شيء الحوار المنطقي والدولة والوطن .. وفقد الناس الطريق التي كانوا يحلمون بالسير عليها نحو البناء لضبابية المشهد المشحون بالمصاعب والعقبات لفرض المطالب الحزبية في تقاسم السلطة دون أي تنازلات مما جعل البعض يتجه إلى تقسيم الوطن والمصيبة أن الكل يرى أنه على الصواب لتظهر طاولة الحوار الديمقراطية التي دفع الشعب من أجلها دماء الشهداء بوجهها القبيح الذي وصفه “تشرشل” رئيس وزراء بريطانيا السابق بقوله: الديمقراطية أسوأ النظم السياسية لكن لا يوجد نظام آخر أفضل منها وهكذا هي الديمقراطية التي نسعى إليها ليست هي الأفضل لأنها لم تضع حدودا للحوار ولم يتعرف المتحاورون على حقائقها التي تؤكد أن حرية المطالب ليست فوضى في الحوار وأنها لا تعني الفرض في تحقيق لحزبك ما تشاء أو تختار له كيفما ما تشاء أو تفرض ما تشاء على من تشاء.
وفي الأخير أتساءل هل يعرف المختلفون سياسيا أو بقوة السلاح أن توجههم هذا يؤدي إلى عواقب وخيمة وفوضى قد تقود إلى فشل الحوار الأخوي ـــ الأخوي وقد يعقبه ضياع لكل الأحلام والآمال التي ينتظرها الشعب في مسيرته الجديدة التي أعتقد أنها بدأت باتجاه بناء  الدولة التي يتطلع إليها لكن الآمال أضحت سرابا في ظل الانقسام الذي يفتت وحدتنا ويقوض مسيرتنا بسبب الإصرار على بقاء الأزمات السياسية التي تسهم في إشعال النار نتيجة تفسيرات ممثلي الأحزاب التي لا تخلو من التفكير بالمصلحة الحزبية نتيجة التأثير الحزبي أو الانتماء السياسي وهي الكارثة الحقيقية التي تهدد أمن الوطن واستقرار وحدته .. الأمر الذي يدعونا جميعا للإذعان لصوت العقل من أجل الوطن وحاضره ومستقبله .
علينا جميعا أن نحكم العقل في كل أقوالنا وأفعالنا لمصلحة وطننا الذي تضرب حضارته في عمق التاريخ تلك الحضارة التي يجب علينا أن نضيف إليها بما يعكس جدارتنا بالانتماء إلى اليمن .. يمن الإيمان والحكمة.

قد يعجبك ايضا