حوار.. على رصيف الدنيا


محمد المساح –

يقل لي صاحبي: خلاص.. أنا وصلت إلى نقطة الصفر.. وبعض إنكسار وغلب من الدنيا على وجهه لم أدر كيف أجيبه.. لكنني غامرت وعلى الله الدرك..
هذا يعني أنك الآن ستبدأ لأنك وصلت إلى نهاية الغد التنازلي وهذا المقصود بالإنطلاق.
أبدا أبدا أنا لم أقصد هذا المعنى بالعكس.. أنا غلبت من الدنيا.. وروحي تعبت.
إذا فأنت تبحث عن خلاص الروح وليس الخلاص من الدنيا.
منهن الثنتين.. يعني قررت المغادرة.. هذا ما أقصده بالضبط عادت بعض علامات البشر على وجه صاحبي وتراءى لي أن ذلك بفعل الحوار.. والتفريع لكنه أضاف.
روحي تعبت وسأنعزل.. تعني أنك ستتصوف أليس كذلك!!
لست إلى هذه الدرجة من المعرفة أنا جاهل علم لكن نفسي تساميني هكذا.
لا يفرق الأمر يا صاحبي والجهال من سيشقي عليهم¿
رزقهم على خالقهم.
لا أختلف معك لكن الباري جل شأنه يقول اسع يا عبد وأنا أسعى معك وليس التواكل لفت على هذه المرة بعنف نظرة قاسية.. وقال:
أنت تأخذ الأمور على ما تتصور.
أبدا يا صاحبي.
لست لوحدك.. فأغلبنا يبحث عن الاثنتين خلاص الروح وخلاص في الدنيا.
هذه طبيعة الدنيا.. أحيانا معك. وأحيانا ضدك.. وفي الغالب لا ضدك ولا معك وهذا هو الوضع البشري منذ وجود أمنا وأبينا آدم وحواء.
إنكسرت نظرة صاحبي نحو أرضية الرصيف وصمت كثيرا وأعاد النظر إلى هذه المرة وفي وجهة ابتسامة بنص.. يريد أن يضحك كما يريد أن لا يضحك اقتنعا كلانا.. أننا غريبو الأطوار بني الإنسان وكل منا في تقلب الأحوال..
لكل حال.
نظر كل منا إلى صاحبه ونحن نكتم ضحكة مرة وقلنا معا: هذه حال الدنيا يوم لك والباقي عليك

قد يعجبك ايضا