ن ……….والقلم … دار الحمد !!

لا ينتبه الكثير من المثقفين إلى أن المكان يكون في مراحل مختلفة , في أوقات متفاوتة , في لحظات مفصلية من التاريخ , يكون هو البطل , وكم من مساجد , ومقاه , وزوايا , ومدارس , ومسارح , ودور سينما , ومنازل أرخ لها على أنها البطل في الحكاية , بل وفي كل الحكايات المرتبطة بنضال الناس , وسيرتهم العامة في بناء الحياة , من مسجد في بور سعيد قاد عبد الناصر المقاومة إبان العدوان الثلاثي وسجلت بورسعيد وقناة السويس أروع ملاحم البطولة حين تحول المكان فيها إلى البطل , ويؤرخ لجبال ((سييرا ما يسترا)) أنها كانت منطلق مسيرة الثورة الكوبية , وكم يا قرى , وبيوت , ومقاه على الطريق شهدت جيفارا إلى جانب كاسترو فيدل وراؤول يقودان الثوار إلى هافانا التي صمدت , وظل كاسترو عنوان الرجال الحالمين بالثورة وبالتغيير للأفضل , ولو تحدثت عن المكان في نضال غاندي , لرأيت حتى أثار قدميه , طبعها الهنود إلى كل مكان مر منه , وكل مكان منه أعلن بدء مرحلة من مراحل مسيرة التأسيس للهند العظيمة , حتى الأماكن التي كان الملح ينظف فيها , ويمتنع تجاره عن دفع الضرائب لبريطانيا , فقد خلد المتعاقبون , كل متر على الأرض سيد الأماكن لارتباطها بحدث مفصلي كان له مساهمة عظيمة في ثورات الشعوب , ونحن لنا أماكننا , لنا المكان البطل , وان كنا مهملين بسبب تعاقب السيئ من الأوضاع , وتسيد من لا علاقة لهم بالمكان , فهدöم معظمه , فالمدرسة الأحمدية التي هدمها من لا ضمير له , تظل سيدة الأماكن التي لها ألف ذكرى في الذهنية العامة كونها ارتبطت كمكان بنضال اليمنيين من أجل التحرر والانعتاق , ومقهاية الأبي بتعز شهدت فصولا من حكاية طويلة لا تزال مستمرة إلى اليوم , تفاصيلها في ما تبقى من جدران شارع 26 سبتمبر من باب موسى إلى صالة  , وفي عدن فتلك الزاوية التي يبيعون فيها (( شرúف )) الحيوانات كانت هي الزاوية التي يجلس عليها عبدالله علي الحكيمي , ودار الحمد في صنعاء والذي أهله عبد القوي عثمان استقبل رجالات كبارا من أمثال الجاوي وأدباء ومثقفين وشهد جنوب البلاد وشمالها في أبرز تجليات البحث عن الذات وفي البلدان التي تحترم ذاكرتها الجمعية يحافظون على المكان حفاظهم على عيونهم !! إلا نحن!! , حالة دار الحمد هذه الأيام بعد زيارة خاطفة إلى بوابته تنبئ بحالتنا العامة , حيث كل شيء فيها اندثر !! دار الحمد ارتبط بذاكرة الناس كما هو شارع علي عبد المغني بكل تفاصيله حيث مثل الجديد في مواجهة القديم , وكان الشارع الذي امتد من باب الكبير في تعز فربط سرها بصنعاء , باختصار فدار الحمد عنوان لحالنا …..ولن أزيد ………..  

قد يعجبك ايضا