ماذا نريد¿
أحمد الأكوع
أحمد الأكوع –
بالنظر إلى ما شهدته اليمن من مشاكل وإحباطات لا نستطيع الجزم أن نقول أنه يوجد عدل أو يوجد أمن لأن ذلك لا يمكن أن يوجد إلا في ظل الحرية الحقة والديمقراطية ونحن أبناء اليمن لا ندري ما أصابنا فلماذا لا نفكر ولماذا لا نعتبر¿ هل نحن عالم آخر لا تنطبق عليه قوانين البشر ولا تصلح اليمن أن تحكم حكما عادلا وديمقراطيا وقد عرفنا في اليمن أو أي بلد عربي فإن وسائل الإعلام لا تنقل إلا ما يرضى الحكام ولا يثير المشاعر العامة ولعل ما رأيناه وشاهدناه أو سمعناه ألم يكفي لتحريك النفوس المريضة والميتة ويبعث الأمل في نفوس الفقراء والبائسين ويردع المنافقين والوصوليين وحملة الوجوه المتعددة.. أننا نرى الكثير من المواطنين والمثقفين في اليمن يدورون في حلقة مفرغة تحت لا فتات الديمقراطية والتعددية ويشعر بعضهم وكأن هناك قوى خفية تحكمهم وتسيرهم وتجرهم من نقاش إلى نقاش ومن موقف إلى موقف آخر ومن موضوع إلى موضوع وتمر الأيام والحاكم هنا أو هناك يحاول أن يثبت أقدامه والمحكوم يفقد حقه ويجد نفسه اليوم أسوأ مما كان عليه بالأمس لقد رأينا كيف كان الجيش محايدا في كل المواقع ولذلك نقول إن المفهوم القائم الآن القائل إن القوة الوحيدة في اليمن هي الجيش وأنصار الله واللجان الشعبية فالحرية والديمقراطية هي الضمانة الأكيدة التي تمكن الجيش التخلص من الحزبية لكي يصبح جيشا مأمونا ومن خلال التربية الصحيحة والتوعية الرشيدة يجعل الجيش يؤدي الولاء لله والوطن وليس للحزب ولا لأي شيء أو جهة أخرى فإذا صار الولاء لله فسيتوحد الجيش أفرادا وضباطا وقادة لأنه اذا كان الولاء لله والوطن هنا تمتلئ القلوب والعقول بالسمو النفسي والشعور الأخلاقي بالواجب لله ثم للشعب والأمة عندها فقط تصير مصالح الأمة فوق المصالح والانتماءات الضيقة وهي الانتماءات التي أوصلت اليمن إلى ما هي عليه من التفكك والفوضى لأن التطبيق الكامل للديمقراطية هو الأساس فالاستبداد والديكتاتورية والتحايل على النظم والقوانين والتضليل السياسي والإعلامي واختلال الأمن والغلاء وبعثرة الأموال وسوء الإدارة والرشوة والانفلات وافتقار المواطنين والبلاد للعدل والإنصاف وانعدام الأمن هذه جميعها أمراض تصيب المجتمعات عندما تخلو من العدل ويحكمها الاستبداد.
شعر
هيا احملوني
كي أرى وجه الوطن
دوت وراء الأفق فرقعة
أطاحت بالقلوب المستكينة
والماء يفتح ألف باب
والظلام يدق أرجاء السفينة
غاصت جموع العائدين تناثرت
في الليل صيحات حزينة.
للشاعر: فاروق جويدة