تغليب منطق القواسم المشتركة

أحمد الزبيري

 - الوضع السياسي والاقتصادي والأمني إن لم تستدركه القوى والأطراف اللاعبة والمؤثرة في مسارات ساحة مشاهده الراهنة والمحتملة التي تحمل نذرا مخيفة على كل الصعد محصلتها التدميرية التمزيقية
الوضع السياسي والاقتصادي والأمني إن لم تستدركه القوى والأطراف اللاعبة والمؤثرة في مسارات ساحة مشاهده الراهنة والمحتملة التي تحمل نذرا مخيفة على كل الصعد محصلتها التدميرية التمزيقية الدموية لن يسلم منها أحد وفي المقدمة تلك القوى التي دفعت بالبلاد والعباد إلى مهاوي كارثة لا قرار لها ستتحمل مسؤوليتها أمام الله والشعب اليمني وأجياله والتاريخ تطارده اللعنات أبد الدهر.من أجل ذلك على أولئك الذين تذهب بهم مشاريعهم نحو أزمات وصراعات وحروب تناحرية عبثية وعدمية سيكون الإرهابيون التكفيريون قد حققوا بغيتهم وتسيدوا على مسرح الأحداث الفوضوية الدموية محولين اليمن إلى مرتع خصب لتغذية نزعاتهم الشيطانية التي لا تشبع من أشلاء ودماء الأرواح البريئة التي تزهقها بمفخخاتها وانتحارييها وعملياتها الغادرة الجبانة ناشرة موتا ودمارا وخرابا لا ينتهي من أرض اليمن المنكوب بقوى وأطراف ونخب استولت على أرواحها وعقولها شرور الضغائن والأحقاد وأنانية مصالحها الضيقة المنبثقة من أوهام امتلاك قدرة السيطرة والهيمنة والاستحواذ على السلطة والثروة منفردة مع أن مثل هذا النهج قد أثبت فشله في الماضي والحاضر وهو اليوم في حكم المستحيل.في هذا السياق لا نحتاج إلى تكرار ضرب الأمثلة في سوريا والعراق وليبيا وقبلهما أفغانستان والصومال.. تجديد الدعوات لأصحاب المشاريع الصغيرة والمراهنين على العناصر التكفيرية الإرهابية لاستيعاب دروس ما حدث في تلك البلدان العربية والإسلامية ومنها نستلهم تجنيب وطننا وشعبنا تلك المآلات المأساوية من خلال البحث الجدي والصادق عن القواسم المشتركة والتعاطي مع القضايا الخلافية إما بالاستعداد لتقديم التنازلات بحثا عن حلول وسط وما لم يتم التوافق والاتفاق حوله يؤجل على أن تثبت الأيام الحل الصائب الذي ينبغي الأخذ به.ونعتقد أنه لو صلحت النية وتوافرت الإرادة واستوعبت المخاطر فإن هناك الكثير مما أنجزناه على صعيد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أو اتفاق السلم والشراكة الوطنية واللذان لا يحتاجان إلا إلى التنفيذ والتطبيق الجدي والتركيز على المعيقات الموضوعية وفي صدارتها الفساد والإرهاب.إن ما يهم اليوم هو إقلاع السياسيين وأتباعهم ووسائل إعلامهم عن ثقافة الثأر والانتقام وتصفية الحسابات والمكايدات والمناكفات والإصرار على ادعاء امتلاك الحقيقة من أي طرف كان وفهم ألا أحد بإمكانه أن يستفرد بالسلطة ويهيمن على اليمن التي هي أكبر من ابتلاعها من أي كان ولا خيار لنا إلا الاعتراف بالآخر والقبول به كشريك لنا في الوطن والمواطنة المتساوية التي تحققها دولة مبنية على عقد اجتماعي جديد توافق عليه الجميع وحظي بتصويت غالبية أبناء اليمن.. دولة قادرة بإصرار وإرادة كل اليمنيين على سيادة النظام والقانون وتكافؤ الفرص بعيدا عن أي شكل من أشكال الإقصاء والتهميش.. مرة أخرى ليس أمامنا سوى الشراكة على قاعدة الاعتراف ببعضنا البعض وفي هذا طريق وصولنا الحقيقي إلى بر الأمان.

قد يعجبك ايضا