السياحة الداخلية.. بارقة أمل معلق!
رياض مطهر الكبسي

مقالة
خطوة إيجابية وجميلة ما تنوي وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي القيام به من تدشين لبرنامج ” اعرف وطنك”.. والأجمل إعلان هيئة البريد والبنك الزراعي استعدادهما للتمويل الميسر وثالثة الروائع استعداد طيران اليمنية التعاون بتخفيض 50% من قيمة التذاكر.. البرنامج بدون شك لو تم تنفيذه سيسهم في تشجيع وتحريك السياحة الداخلية التي تعاني الإهمال..
وفي المقابل فإن تحريك السياحة الداخلية والاهتمام بها وتنشيطها سينعكس إيجابا على البيئة السياحية وتنميتها وعلى الاقتصاد وقبل ذلك ستساهم بشكل كبير في تحسين الخدمات والأنشطة السياحية المقدمة وستساهم أيضا في نشر وتعزيز المعرفة الثقافية لدى المجتمع..
والمسألة على قدر أهميتها ليست بتلك الصعوبة التي قد يتخيلها البعض والتي قد تجعل الفكرة تتلاشى وبالإمكان تنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع ولا يتطلب ذلك سوى جدية السعي وتضافر الجهود والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة بالقطاع السياحي الحكومي والخاص..
وبالطبع هناك الكثير ممن يتشوقون للقيام برحلات سياحية داخل الوطن للتعرف على مناطق اليمن المختلفة من جهة والترويح عن النفس وقضاء إجازات وأوقات ممتعة بعيدا عن روتين الحياة ومنغصاتها.. ويفتقر الكثير بل الغالبية العظمى إلى وسيلة النقل والمورد الاقتصادي الذي يساعده على التنقل والقيام برحلات وزيارة محافظات طالما يحلم المرء بزيارتها كجزيرة سقطرى..
ومثل هذه الخطوة لتنفيذ برنامج ” اعرف وطنك” تحت شعار ” سافر ثم ادفع” ستتيح الفرصة لكثير ممن يرغبون في الخروج من قوقعة الروتين اليومي من ذوي الدخل المحدود وتشكل بارقة أمل في تحريك عجلة السياحة الواقفة وتعيد إليها جزءا من النشاط الذي افتقدته نتيجة عوامل وأحداث وستخلق نوعا من التفاعل والتفاؤل وستقدم بديلا جزئيا للسياحة الوافدة..
وبتوفر جهة تمويل وجهة ناقلة ووجهات محددة تضم عددا من المحافظات اليمنية كصنعاء وعدن وسقطرى وغيرها وفق برنامج معد والتنسيق مع جهات ذات علاقة واختصاص كالفنادق ووكالات السياحة والسفر وغيرها فإن الكرة تكون في ملعب كل الراغبين في قضاء أوقات سعيدة وممتعة مع أسرهم وعائلاتهم وزيارة محافظات ومدن أخرى وتكون قد توفرت كل أطراف وأدوات العملية السياحية..
إذن لم يتبق سوى الإعلان عن وقت البرنامج ومدته ووقت تنفيذه والأهم تنفيذه على الواقع حتى لا يبقى حبرا على الورق فهل سيشهد ذلك البرنامج النور وينفذ أم أنه سيتم الاكتفاء بالإعلان عن ذلك بتصريحات إعلامية ويكون مصيره مصير سابقاته من البرامج السياحية التي أعلن عنها ولم تر النور حتى يومنا هذا¿.