آسف أن اعتـــــــــذر

صالح بن مهنـا

 - قلما تجد من يتأسف أو يعتذر و يعترف بخطأ ارتكبه في حق نفسه أو في حق الآخرين , وقلما تجد من يعتذر وما نعانيه اليوم من استفحال للمشاكل يأتي في مضمار "أسف أن اعتذر" ربما يعود
قلما تجد من يتأسف أو يعتذر و يعترف بخطأ ارتكبه في حق نفسه أو في حق الآخرين , وقلما تجد من يعتذر وما نعانيه اليوم من استفحال للمشاكل يأتي في مضمار “أسف أن اعتذر” ربما يعود ذلك إلى موروثنا الاجتماعي وثقافتنا التي تغيب عن قواميسها كلمات التأسف والاعتذار فالكل يصر على صوابه لذا نجد أن الاعتراف بالخطأ أو الاعتذار صعب المنال لقد تجذرت فينا أن الاعتذار ضعف وأصبح من العار أن تعتذر أو تعترف بالخطأ , وقد يلمسها الكثير منا في الأماكن العامة والطرقات والأسواق وغيرها أن يصطدم بك شخص أو يتسبب في إزعاجك بأي طريقة كانت فلن تسمع منه كلمة آسف . بل اشكر الله على ذلك لأنه لم يوجه لك تهمة ارتكاب الخطأ وتتحول الأمور إلى مشادات كلامية وبالتالي ردود أفعال قد لايحمد عقباها فماذا لو أصبحت كلمة آسف سيدة المواقف الخاطئة ألم يكن لها وقع طيب في النفس ينتج عنها إشاعة روح المحبة بين الجميع والتسامح في الضرر مهما كبر وديننا الإسلامي يحثنا على ذلك فكل البشر خطاؤون ولم يعصم من الخطأ إلا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ولو رجعنا إلى حكمة سيدنا المسيح عليه السلام لوجدنا أنها دليل على إثبات أخطأ بني آدم في مقولته الشهيرة أثناء تنفيذ حكم في امرأة زانية رميا بالحجارة مخاطبا الحضور ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ) .
لهذا نجد أن لكلمة آ سف عند وقوع الخطأ والتوسل عند طلب الحاجة بكلمة لو سمحت أو من فضلك وقع في النفس البشرية ونتائج إيجابية تسهم في إشاعة الألفة والمحبة والاحترام بين الناس وبسببها تتطور مجتمعات وتسود حضارات وتتقدم شعوب وكثيرا مانسمع الاعتذارات لمسؤولين كبار في عدد من دول العالم بل لرؤساء دول عبر وسائل الإعلام يتأسفون ويعترفون بوقوع الخطأ بل يقدمون استقالاتهم اعترافا بالفشل ليعقبه النجاح.. فأين نحن من تلك الثقافـــــــــــــــة ¿! .

قد يعجبك ايضا