التعليم ….أمن قومي
عبدالرحمن بجاش
دار الحديث وتشعب , كل يدلي بدلوه , لينتهي القات على الطنانة نفسها !! , ليخرج كل منا حسب المعتاد , والهموم تتلبسه من رأسه حتى أخمص قدميه !! , قال صاحبي : ولهذا يخزن اليمنيون , ينتشون , يتناقشون , يهرجون , ولا يخرجون إلى نتيجة !! , ومعظمهم يأتي إلى المقيل ليسمع بطريقته , إذ عليك أن تقول له : كل شيء تمام , وفي النهاية يبش في وجهك : يا أخي أنت عظيم , مش مثل فلان (( يعكمها )) دائما !! , ولذلك يطلب الجميع منك أن تسمöعه ما يريد !! , ذات صباح ذهبنا إلى المهندس أحمد الآنسي بمعية الأستاذ الزرقة , كان الآنسي يومها وزيرا للتربية والتعليم , أتذكر أنني قلت يومها وأعجب الزرقة بما قلت (( التعليم لا تقوده وتوجهه فلسفة ما )) , ويبدو أن ذلك لم يحدث إلى اليوم , وكل وزير يأتي ليحدد رؤيته الخاصة به ويبدو لي أن لا أحدا منهم سأل : إلى أين وصل من سبقني ¿ , ويسري الأمر على كل الوزارات ومرافق العمل حيث يأتي الجديد حتى لينقض أجهزة تليفونات السابق !! , ولذلك أيضا لم يحدث التراكم في كل مجالات الحياة , أعذروني تبعا لذلك من القول إننا لم نلمس حتى أن التعليم تقدم خطوة واحدة , كنت أتمنى أن يخرج د . الأشول بجردة حساب يقول فيها للناس : أنا عملت كذا , وكنت أنوي كذا , وأخفقت في كذا وكذا , حتى إذا أتى د . الحكيمي نستطيع أن نقول له فيما بعد: من سبقك أنجز كذا, ما الذي أضفت ¿ , الآن حدد الوزير الجديد رؤيته لتعليم آخر بـ: تعميم التعليم, والجودة , والانصاف , يكون السؤال المفترض : ما الذي أنجزه من سبق بالنسبة لهذه الاتجاهات ان صح التعبير , أو أنها شخصية خاصة بالوزير الجديد ¿¿ , ولتسمحوا لي القول أننا لم ننجز منذ العام 62 ما يذكر , سينبري من يقول كالخطابات اياها : البلاد مليئة بالمدارس , وكان الامام بمدرستين , والآن آلاف المدارس , على العين والرأس , لكن على صعيد الرؤية الأشمل : ما الذي تحقق ¿ فلا فلسفة تحدد ما الذي نريده ¿ هل فقط نفرخ كتاكيت ¿ أم وضعنا نصب أعيننا مسالة النوعية , ثم ما الذي أضافه التعليم الحالي للرؤية الشاملة بما يتعلق بحقوق الإنسان , وأين البعد التربوي ¿ ثم على صعيد القبول بالآخر ماالذي تعلمه تلاميذنا وطلابنا على صعيد التربية العامة من المنهج , وبما يتعلق بالولاء والإنتماء أين نحن ¿ ثم كم باحث ودارس وعالم وتقني وخبير خرج من مدارسنا ناتج لمنهج يفترض أنه بنى ولم يخرب ما تبقى في عقولنا من عقل ¿¿¿¿¿¿ – لاحظوا ان مناهجنا الفها من هم حزبيون – ومن العام 90 أين التعليم من سلم اهتمامات الأحزاب ¿ , والديمقراطية التي هي معلقة في أحد الأهداف الستة ما الذي أضافه التعليم كتربية إلى الذهن العام¿ وهل أدرنا نقاشا مجتمعيا حول أي تعليم نريد ¿¿ ثم التربية فلم نخض في بحرها حتى اللحظة بدليل أننا لانفرق بين الوطن والبلد !!! هي مسألة أخرى تماما بحاجة إلى مؤتمرات قومية تجيب عن أسئلة كثيرة تتعلق بالتربية التي هي أقدم من التعليم فانتقلت بفضل التغييب إلى أدنى القائمة بل لا تكاد ترى!! , وعلى صعيد الإبداع إلى أين وصلنا ¿¿ , أخشى القول أننا مع كل حكومة جديدة فنبدأ من الصفر , وهو عبث لو تعلمون عظيم , إذا علمنا أن التعليم مسألة أمن قومي مش جهاز الأمن القومي !! , فالتعليم بحاجة إلى تحرك عام يفضي إلى رؤية قومية يتفق عليها من يرنون فقط نحو المستقبل , حيث وصلت الهند إلى الفضاء الواسع على رغم تعدد الألوان والاتجاهات من الشمس إلى البقرة مرورا بالأنهار , لم يمنع ذاك من الإبداع , واحنا كل الحكاية زيود وشوافع ومش قادرين أن نصل إلى مدرسة نموذجية !!!!! بسبب العودة الدائمة إلى نقطة الصفر ………………..