تأمل
محمد القعود
لظروف خاصة أبطالها الحيرة والصدمة .. والوجع .. والعبث الذي يؤدي دوره على أكمل وجه.
انتبذت مكاني القصي في شرفة الذهول..
وفي مشارف الجبال العالية للتأمل..
وفي أحضان غيوم الكلمات الدافئة .. كي ابتعد عن هذا الوباء المريب وهذا الهراء العابر وهذه الغبار المتناثر بصورة مقززة للبراءة.
كي اتجنب هذا القبح المستعرض عضلاته في حدائق الطفولة وهذا الدمار الهمجي السائر على قدمين من ضباب.
وكي أبقى خالي الوفاض من غنائم ينهبها ظلام النفوس وفراغ العقول.
وكي أرى أي متاهة تفتح للآمال أبوابها ودهاليزها المعتمة.
كي أرى تساقط جميع الأقنعة في وحل الزيف والرداءة والخواء والخراب المزهو بانتصاراته.
ابتعدت كي أبقى على ولائي للواء الطفولة وطلائع الأمل وربيع الحب وسلالة الورد وشعوب الحب المتحدة ومدن السلام والقصائد المشغولة بهموم البسطاء وأناهيد العشاق ونوافذ البيوت العتيقة والمحروسة بالرياحين والياسمين.