قمم تعانق السماء وهضاب يلفها السحر والجمال
إعداد/محمد محمد العرشي

أخي القارئ الكريم.. يسرني أن أقدم لك في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء مديرية المحابشة من محافظة حجة مسقط رأس العديد من القضاة والأدباء والشعراء والقادة عبر مراحل التاريخ في اليمن إلى عصرنا الحاضر وفي هذه المقدمة يسرني أن أقدم لك علما شامخا من قضاتها هو القاضي المرحوم ناصر بن حسين المحبشي والذي اشتغل في التدريس في مدينة شهارة قبل أن يشتغل بالقضاء حيث استدعاه الإمام المرحوم المهدي العباس إلى صنعاء سنة 1191هـ الموافق 1777م فولاه القضاء فيها وقد حمدت سيرته ويحكى أن أحد القضاة في عهد الإمام المرحوم المهدي العباس اشترى جنبية بمبلغ كبير يتجاوز ثلاثمائة ريال فما كان من الإمام إلا أن طلب اجتماع القضاة في صنعاء وطلب من القضاة أن يثمنوا جنبية القاضي ناصر المحبشي فقاموا بتثمينها بمبلغ لا يتجاوز ريال واحد ففهم الرسالة القاضي صاحب الجنبية الثمينة فأخفى جنبيته ولم يعد يتزين ويتباهى بها واستبدلها بجنبية صغيرة وكان القاضي ناصر المحبشي تلميذا للعلامة المرحوم السيد/ محمد بن إسماعيل الأمير ولما بلغه تولي تلميذه ناصر المحبشي القضاء بعث له بقصيدة شعرية أوردت أبيات منها في مقالي هذا..
المحابشة
بفتح الميم والحاء وخفض الباء مدينة وجبل شمال مدينة حجة بنحو 70كم. تقع فيما بين “حجة” و “كحلان الشرف” وتقع على بعد (185كم) تقريبا من مدينة حجه وهي من مدن حجة الكبيرة والجميلة وهي عبارة عن سلسلة جبلية متواصلة تثير الدهشة فهي تحوي الكثير من المناظر الطبيعية المطلة على أودية كثيفة بالمحاصيل الزراعية والقرى المتناثرة في قمم الجبال وعلى الهضاب القريبة مـن الأودية التي تعلوها المدرجات الزراعية التي تعبر عن مدى قوة إرادة اليمني وكفاحه لتطويع تضاريس أرض بلاده لصالحه وفي خدمته بحيث يستفيد منها في حياته.
ومدينة المحابشة تعتبر المركز الرئيسي لبلاد الشرفين نظرا لموقعها الذي يتوسط كل بلاد الشرف وما يحمل اسم الشرف في اليمن كثير بحكم جبالها المنيعة ويطلق اسم الشرف على كل هو شديد الارتفاع حيث أن معنى الشرف في اللغة: العالي وما يشرف منه على غيرها. وقد ظل اسم الشرف مرتبطا تاريخيا بالمكان كما تسمى شرف حجة لارتباطها قبليا وإداريا بها وهي بلد واسع تشرف على وادي مور حتى حرض من تهامة.
ومما اشتهرت به مدينة المحابشة مدرستها العلمية التي تخرج منها العلماء والقضاة والشعراء من آل المنصور وآل الشهاري وآل الخزان وآل الشرفي وغيرهم. وإليها ينسب (آل المحبشي) الذي يرجعون نسبهم إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.
وتعود تسمية المحابشة بهذا الإسم إلى حكم الطاهريين اعتمادا على بعض المصادر التي تشير إلى تزامن ذلك مع فترة ادعاء المرحوم الإمام السيد العلامة محمد بن علي الوشلي الإمامة, فقد كانت تسمى قبلها þبالمدينة العوجاء, إلا أن اتخاذ آل المحبشي المدينة سكنا لهم وتوسع þأملاكهم بها في عهد الأمير نهشل بن منصور بن أحمد الملقب بالمحبشي جعلهم يطلقون þعليها مسمى المحابشة ومع مرور الزمن استحسنوا الانتقال þإلى جبل يقع في الأطراف الجنوبية للمدينة يحمل إسمهم هو جبل المحبشي.þ وتجدر الإشارة إلى أن مدينة المحابشة هي اليوم مركز تجاري تقصده قبائل المناطق المجاورة.
مديريةþ المحابشة
تقع مديرية المحابشة في محافظة حجة إلى الشمال من مدينة حجة بحوالي 70كم. يحدها من الشمال مديرية المفتاح ومن الجنوب مديرية الشاهل ومن الشرق مديريتا: المفتاح والمغربة ومن الغرب مديريتا: أفلح اليمن وقفل شمر. ومركز المديرية: مدينة المحابشة. وتضم المديرية (52 قرية) تشكل (5 عزل) هي: بني حيدان بني مجيع حجر المحابشة المخاويش.. وتبلغ مساحة المديرية 83كم2 وبلغ عدد السكان فيها (51275نسمة) حسب التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م..
يعمل غالبية سكان مديرية المحابشة في التجارة والزراعة كحرفة أساسية فهي تزرع البن كمحصول زراعي رئيسي إلى جانب þزراعة المحاصيل الاستهلاكية كالموز والعمبه (الباباي) والحبوب þوالمانجو والرمان والبلس التركي والتين والبرتقال والخضروات كما يشتغل البعض في تربية المواشي þكالأبقار والأغنام وأيضا يشتغل البعض في الصناعات þالحرفية كالفخار والفضيات وعسوب الجنابي من شجرة الطنب وكذا صناعة الأدوات الزراعية البدائية كالمحاريث والمخاريش þوالمواقير والمعاول والمعاقير والعطوف الفؤس. وتوجد في المحابشة ثروات þمعدنية وفيرة منها الجرانيت والكوارتز والكرستال والأحجار الكريمة وقد عثر مؤخرا على مادة لتجميع الحديد في إناء فخاري وجöد منحوتا بأحد جبال المحابشة.
وديان المحابشة وسهولها
وهي مناطق جبلية يحيط بها عدد من الوديان منها: وادي نخبان وادي الموز وادي العربي وادي ا