30 نوفمبر وقفة للتأمل

عبدالباسط النوعة

 - احتفل شعبنا اليمني بالذكرى السابعة والأربعين لعيد الاستقلال الذي توجت فيه نضالات اليمنيين وتضحياتهم لسنوات عديدة ليتحقق النصر المنشود برحيل آخر جندي بريطاني من
احتفل شعبنا اليمني بالذكرى السابعة والأربعين لعيد الاستقلال الذي توجت فيه نضالات اليمنيين وتضحياتهم لسنوات عديدة ليتحقق النصر المنشود برحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن الحبيب في الـ(30) من نوفمبر عام 1967م بعد أكثر من 128 عاما من الاحتلال كان عنوانها الظلم والجهل والفرقة .
إننا عندما نحتفي بهذا العيد وغيره من الأعياد الوطنية (سبتمبر وأكتوبر ومايو ) فإننا نقف تقديرا وإجلالا لعظمة التضحيات ووفاء لتلك الدماء التي سالت في سبيل إنجاح هذه الثورات العظيمة والتزاما منا بأننا سنظل مخلصين ومتمسكين بما ناضلوا من اجله فهم ناضلوا من أجل أن نحيا في ظل وطن ذي سيادة أساسه العدل والمساواة وعنوانه المحبة والسلام .
فتحية اجلال وإكبار لمن ناضلوا وبذلوا التضحيات في سبيل رفعة وازدهار هذا الوطن .
ولم تك المرأة بمنأى عن الأحداث التي سبقت الاستقلال بل كانت موجودة إلى جانب أخيها الرجل في رحلة النضال ضد المستعمر , حيث شاركت بفعالية وتعرضت للإرهاب والتعذيب والسجن ونظمت النساء المسيرات والمظاهرات أبرزها مظاهرات عام 1959م والتي تم مواجهتها بالقمع والعنف , كما سجلت المرأة حضورا في جبهات القتال من خلال تقديم الإسعافات الأولية للجرحى من الثوار وأيضا تزويدهم بالطعام والشراب بالإضافة إلى مهمة الاتصال والإعلام ونقل الرسائل بين مختلف المواقع التي كان يتمركز فيها الثوار بل كانت تنقل وتحتفظ بالأسلحة التي كان يستولي عليها الثوار من المستعمرين , وليس هذا فحسب بل سجل التاريخ نساء كن إلى جانب الرجال في خطوط المواجهات الأولى ضد المستعمر ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر تلك المرأة التي دوخت المستعمر وتحدثت عنها الصحف المحلية والعربية والانجليزية انها الثائرة ( مريم سعيد الاعضب ) والتي عرفت فيما بعد باسم ( دعرة) تلك المرأة العدنية التي حملت البندقية وحلقت رأسها وشاركت في المعارك ببسالة وفداء حتى وصل الحال بسلطات الاحتلال الى رصد مكافأة (100) الف شلن لمن يقبض عليها , أصيبت دعرة بطلقتين ناريتين وتم أسرها ولم تهتز أو تلين واستطاع زملاؤها تحريرها من الأسر لتعود معهم الى مواصلة النضال , شاركت مريم في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في الشمال ومنها مشاركتها في معارك جبال المحابشة بمحافظة حجة الى جانب الشهيد البطل راجح غالب لبوزة وهنا تتجسد عظمة اليمنيين وتلاحمهم .
دعرة أو مريم توفيت في 15 أغسطس عام 2002م قد يكون الكثير من أبناء شعبنا لا يعرف شيئا عن نضالها وتضحياتها وتضحيات الكثير من النساء في سبيل التحرر والاستقلال وهنا ينبغي علينا ان نتتبع ونوثق مثل هذه التضحيات العظيمة وعلى الأقل اعداد سجل وطني يتضمن أسماء من بذلوا التضحيات وساهموا في صنع التحرر والاستقلال نساء ورجالا .
وهي ذكرى الاستقلال تمر علينا هذا العام والوطن يعاني أوضاعا وظروفا استثنائية , ولابد أن ندرك المرحلة صعبة والمخاض عسير ولكننا نستطيع ان نتجاوز هذا المخاض ونصل بالوطن إلى بر الأمان من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي صاغته كل القوى والأحزاب السياسية وتطبيق اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعت عليه تلك القوى والأحزاب .
وعلينا جميعا أن يكون انتماؤنا لليمن ولا شيء غير اليمن, وهي دعوة لكل الأحزاب والتيارات والسياسيين للاستشعار بخطورة المرحلة والابتعاد عن المناكفات السياسية والعمل في اتجاه واحد اخراج اليمن إلى بر الأمان وإقامة الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها كل اليمنيين .
فالكل معني ومسؤول أمام الأجيال القادمة لصنع المستقبل المشرق في هذا الوطن الكبير وعلينا ان نستلهم الدروس والعبر من أولئك العظماء الذين أنكروا ذاتهم وفكروا وعملوا من اجل الوطن وبذلوا دماءهم رخيصة في سبيله وصنعوا سبتمبر وأكتوبر وتوجوها بنوفمبر المجيد .
setnoah@yahoo.com

قد يعجبك ايضا