ذاكرة لا تنسى ومدرسة في فن الكلمة
فؤاد عبدالقادر
أجمل ما في الصديق العزيز جدا الأستاذ عبدالرحمن قاسم بجاش أنه مدرسة في فن الكلمة المقروءة, قوي الذاكرة لا ينسى صغيرة أو كبيرة مربها.
يعطي كل حق حقه, يتذكر الناس والمواقف, الأمكنة والزمن, يتذكر عامل المقهى وصاحب الحانوت, سائق السيارة وشرطي المرور, الأحياء والأموات لهم مكانة وحق عليه في ذمته.
يتذكر الدكتور والمهندس والصحفي والفنان, كلهم في نظره ناس للقرية والأرض, الماشية, والدار, أصدقاء الطفولة وأيام الشيطنة في القرية لهم مكانة خاصة في قلبه وأحاسيسه.
للصحفي الفنان, بجاش, قلب طفل, لا يحقد على من تآمر عليه, فقط يقول أمرهم إلى الله.
وددت هنا أن أعيد التحية بأحسن منها, يومها للعزيز أبو فؤاد بعد أن كتب عني في عموده كلاما جميلا وذكرني بالذي مضى وبأيام المغامرة والشيطنة وأيام ليتها تعود, لكنني تهيبت وخانني القلم, وكان الأستاذ قد غمرني بفيض من المحبة والأخلاق, وهو أستاذ الأخلاق الإنسانية والمحبة.
أنا على ثقة أنه لا تزال هناك في جعبة الأستاذ الكثير والكثير من الذكريات والحكايا, وقلم يقطر عسلا وينفث عطرا وباقة ورود, ولا يزال صاحب عطاء يتجدد من حين إلى آخر, ومن مقالة لأخرى لا يحقد ولا يكره, وكل الناس أحبابه, قد تمر عليه لحظات شيطانية, يغضب, يتألم من زميل, لكنه يعود عبدالرحمن بجاش كما عرفته أول مرة.
يا سبحان الله, لا ينساك حتى بعد غياب سنوات, يفتح لك ذراعيه مرحبا بوجه سمح, أهلا يا عزيزي.