أدباء ونقاد: عبدالرحمن مراد قدم رؤية مغايرة ومختلفة لأحداث الربيع العربي

الثورة/ خليل المعلمي



نظم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء أمس على قاعة بيت الثقافة فعالية للأديب والكاتب عبدالرحمن مراد احتفاء بإصداره الجديد “الربيع العربي في اليمن.. دم وعواصف.. رؤى نقدية”.
وفي الفعالية التي قدمها الشاعر جميل مفرح تحدث عدد من الأدباء والنقاد حول الكتاب وأهميته في قراءة الحدث الذي كان الأبرز في الوطن العربي في العام 2011م.
وقال الأديب عبدالباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب والناقد علوان الجيلاني والناقد عبدالرقيب الوصابي والأديبة لونا اليافعي والشاعر أنور البخيتي أثناء أحاديثهم في الفعالية: إن الأديب عبدالرحمن مراد قدم من خلال كتابه رؤية مغايرة ومختلفة لأحداث الربيع العربي وهو يتسم بعقلية منفتحة عند تناوله لمختلف القضايا الوطنية.
وأضافوا: إن اختياره للعنوان يدل على دقة متناهية في توصيف الربيع العربي في البلاد التي لم تشهد استقرارا منذ تلك اللحظة وحتى وقتنا الحالي منوهين بما يتصف به الكتاب من استبصار وتنبؤ بأحداث ووقائع قبل أن تحدث بأشهر وهذا لا يصدر إلا عن قارئ جيد للتاريخ يرصد الأحداث التاريخية ويقرأها ويستنتج الخيط الخفي الذي يربط بين ظاهرة وأخرى ليصل في الأخير إلى التنبؤ عن الحادثة التي ستحصل مستقبلا كما استطاع أن يصف حالة الربيع العربي وصفا دقيقا بأنها أقرب أن تكون بالانتفاضة.. مشيدين بالمنهجية العلمية الموجودة في الكتاب.
وأكدوا أن الدخول إلى عوالم كاتب بحجم عبدالرحمن مراد ليس سهلا لاتساعها ولتشابكها ولوعورتها وتعدد مسالكها.. مضيفين أنه يعد من أهم الشعراء والكتاب في المشهد الثقافي اليمني كما أنه من أهم الحاضرين فيه لكنه من أكثر هم مظلومية إن لم يكن أكثرهم على الإطلاق.
وأشادوا بما حققه من إبداعات في دروب الثقافة والإبداع والكتابة بمختلف أجناسها وما قطعه من مسافات طويلة وهي رحلة تمتد لما يقرب من ثلاثين عاما نستطيع اعتبار الفترة الأولى التي تمتد من العام 1984م إلى العام 1994م فترة تكوين ازدحمت بفضول محتدم للتعرف على العالم من خلال الكتاب الذي تنوعت مصادره وتعددت مشاربه لتسهم منذ البداية في التأسيس لمعرفة تنحو نحو التنوع والشمول.. وقد تخللت تلك المرحلة اشتباكات عاشقة مع الحرف محاولة لامتلاكه فكانت الكتابات الأولى بما فيها الشعر كما كانت المحاولات الأولى للنشر أما المرحلة الثانية فقد امتدت من العام 1994م إلى العام 1999م واختصت بالبحث عن أسلوب خاص في الكتابة ورأي خاص في الإبداع والحياة بشكل عام وفي نهاية هذه المرحلة بدأ اسم عبدالرحمن يتردد في مقايل العاصمة صنعاء ويتكرر ذكره على ألسنة المتثاقفين فيها وكان نصه اللافت (سوزان) الذي احتفى بنشره الشاعر والناقد الكبير عبدالودود سيف في صحيفة البريد الأدبي سنة 1998م ذروة تلك المرحلة أما مرحلته الثالثة فهي مرحلة النضج والحصار الذي عبرت عنه تسعة كتب توالت إصداراتها من سنة 2001م إلى 2010م.
وللإجابة عن التساؤلات التي تدور حول سر الصمت الذي تواجه به أعمال هذا الكاتب من قبل النقاد على الرغم من الكم الهائل الذي يمتلكه من الدراسات الثقافية والنقدية والإبداعات الشعرية والمسرحية فقد أوضحوا أن الأديب عبدالرحمن مراد قد وقع ضحية لمجموعة من العوامل ساهمت في تجاهل أقلام النقاد والكتابات المختلفة لتجربته واسهاماته المميزة في حياتنا الإبداعية والثقافية لما يزيد عن عشرين عاما ومن أهمها عامل الجغرافيا الذي أحرمه من حفاوة الإعلام واحتفاءات النقد وهما في بلادنا يتحققان في وجود علاقات شخصية واسعة للكاتب وحضور شخصي له متواتر في المركز ناهيك عن الدور الذي تلعبه الشللية والمجاملات والعامل الآخر يكمن في طغيان الجانب السياسي من اهتمامات وعلاقات مراد واستقطابه الدائم لزوايا نظرة الآخرين إليه.
وأكدوا أن كتاباته العميقة النافذة المتكئة على أسلوب فني رفيع يعبر عن قلم مقتدر لا تقدر حق قدرها ولا يقابلها ما يجب لها من تثمين للمكتوب وحفاوة بالكاتب.
من جانبه أشار الكاتب والأديب عبدالرحمن مراد إلى أن الكتاب قد طرح أسئلة مهمة حول قضايا وطنية كبيرة إذ طرح وعي صناعة المستقبل والدولة المدنية وثنائية السلطة والقبيلة وطرح موضوعا تاريخيا وهو موضوع الانتفاع الثوري وغياب المشروع الوطني الناهض وناقش الفراغ والعدمية للثورة وبصورة موضوعية وغيرها من القضايا الأخرى.
وقال: إن هذا الكتاب لم يكن الوحيد بل كان ضمن كتب تحمل العناوين التي تشكل حلقة صغيرة في مشروع كبير تحده المحددات الموضوعية التالية:
الوقوف أمام الماضي ومساءلة مصادره المعرفية والثقافية يقينا بأن الماضي يعيق نظام الطاقة على الحياة والقدرة على التجديد.
المسألة الحاضر البشري الثقافي والسياسي والاجتماعي وتفقد أثره وإنتاجه وطبيعته الاجتماعية والسياسية والثقافية من أجل الخلق والابتكار.

قد يعجبك ايضا