ماذا بعد تشكيل الحكومة¿!
أحمد عبدربه علوي
بعد أسابيع حافلة بالتكهنات والترشيحات حول مناصب الوزراء الجدد اكتملت الصورة واتضحت الحقائق وانقشعت الشائعات واستقرت الأمور بفضل حنكة ودراية المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ورأينا بإعجاب كيف دار هذا الرجل المتزن تلك العواصف الهوجاء والأعاصير المدوية باتزان وعقل تمكن بكل هدوء معالجة هذه الزوابع المصطنعة العابرة..
لاشك أن اختيار المهندس خالد محفوظ بحاح رئيسا للوزراء يدل دلالة واضحة على أن هناك اتجاها إلى التطوير والتحديث والاعتماد على الدماء الشابة في الحكومة الجديدة روعي في تشكيلها الكفاءة والنزاهة عكس ماكان يجري في السابق تتم التعيينات لبعض من وزراء بدون تمعن ودقة عند الاختيار .. حيث لا تتوفر الكفاءة والنزاهة خلال تلك الفترة الطويلة السابقة مجرد (تعيينات عشوائية) ومن قرح يقرح.
إن على عاتق الوزارة الجديدة مهام صعبة وشائكة من هذه المهام السيطرة على الحالة الأمنية والاستقرار والأمان والقضاء على البطالة الفعلية والمقنعة ورفع كفاءة الجهاز الإداري للدولة ومحاربة الفقر وإيجاد هيبة للدولة والعمل على احترام الحريات العامة للمواطنين إلى جانب الاستثمار والحد من الإسراف الحكومي ومحاربة الفساد وإقناع الجماهير بالحد من سباق الأرانب (الإنجاب بصورة مذهلة ومحيرة) بما معناه تنظيم عملية الإنجاب التي أصبحت تلتهم أي إنجازات تحققها الدولة ولا تجعلنا نحس بها وتبقى أهم مشكلة وهي النهوض بالعملية التعليمية وتطويرها لأنها هي حجر الأساس في تحقيق أي نهضة حقيقية في بلادنا بناء جيل جديد مسلح بالعلم الحديث هو الضمان والسلاح الأكيد لتحقيق أي تقدم وأمام كثرة المهام والصعوبات التي تواجه الحكومة الجديدة علينا أن نعلم أن العصا السحرية التي يمكنها أن نحقق إنجازات مؤثرة هي أن يضع الشعب يده في يد الحكومة. الشعب يمكنه أن يساهم في تحقيق الكثير من الأماني والآمال في يدنا نحن أن نعمل على إنجاح تنظيم الأسرة في يدنا أن نحل الكثير من مشاكلنا إذا التزمنا بساعات العمل إذا ساهمنا في الحرب على الفساد والتسيب. إذا عبرنا عن آرائنا في الأداء الحكومي بكل صراحة وموضوعية.
إذا تخلينا عن المزايدات ونشر الشائعات والتذبذب في المواقف (نركب على وجوهنا أكثر من قناع وتلوين فهذا لن يخدم بلادنا على الإطلاق الوطن في حالة إغماء مشلول مما هو فيه (لا داعي للتفاصيل) ولكن الحليم يفهم!
المساهمة الشعبية مطلوبة وكذلك مطلوب من الحكومة أن تكسب ثقة الشعب قرارات سريعة وبسيطة قد تؤدي إلى هذا الأمر الهام على سبيل المواكب الحكومية التي تعطل المرور لماذا لا تلغى¿
أما أن من جاء عمل حراسة وليس هناك لزوم لها ولا أحد حتى يعرفه فهذا غير سليم ولا صحيح .. تضحك علينا الأجانب.
لماذا لا تلغى السيارات الكثيرة المخصصة لكل وزير أو شيخ أو مسئول حتى الصفارات أزعجتنا وأدوشتنا في كثرتها لم نعرف أو نميز بين المسئول الحقيقي وسيارة الحريق أو الإسعاف أو صاحب الغاز أو صاحب أي تكريم أو سيارة النظافة أصبحنا في دوامة.
لماذا لا تقتصر على سيارة واحدة لكل مسئول مهم الإسراف في الإنفاق الحكومي الذي يثير غيظ الفئات المحدودة الدخل بل وكل الفئات يجب أن يقلص إلى أقصى حد¿
الشفافية عند اتخاذ القرارات أصبحت ضرورية لإقناع الناس يتم بعثرتها فيما لايفيد احترام آدمية الفرد وأصحاب المصالح أثناء التعامل مع المصالح الخدمية إجراءات بسيطة وسريعة تتخذها الحكومة الجديدة قد تؤدي إلى كسب ثقة الجماهير التي تتحول لتصبح عصا سحرية في يد الوزارة لتحقيق الآمال الطويلة الأجل التي لم تحل في يوم وليلة.
أخيرا تحقق التغيير الوزاري الذي ظل مثارا للتكهنات والشائعات مدة ليست بقصيرة والذي كان قد تحول إلى ما يشبه مطلبا عاما تقتضيه ظروف وأسباب عديدة ليست أقلها الحاجة إلى التحديد وضخ دماء جديدة في عروق أجهزة الدولة وشرايينها وليس أكثرها افتقاد الانسجام والتناسق بين فريق عمل واحد واضطرار رئيس الدولة إلى التدخل لفض الاشتباك بين الوزراء في مشكلات عادية .. بعد عدة أسابيع حافلة بالتكهنات والترشيحات حول مناصب الوزراء الجدد اكتملت الصورة واتضحت الحقائق وتشكلت حكومة من الأكفاء النزيهين ذلك التشكيل الوزاري الذي أصبح الحديث عنه هو الشاغل الشاغل للكثيرين وتحول إلى أحاديث صباحية ومسائية في أفواه المشتاقين والحالمين والراغبين في التشفي وهواة الكلام ومدعي العلم ببواطن الأمور وخفاياها .. وحتى بسطاء الناس فقد شغلهم التغيير عسى أن يكون أفضل من غيره في السابق (لأن من صبر تعوض) طالما وأعضاء الحكومة من الأكفاء سمعة طيبة.
نريد من الوزراء أن يعيدوا السلامة