كم لاقيت فيه أهوال!¿
اﻟﻤﻘﺎﻟﺢ ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮﻳﻢ

(1)
(شيري) امتنانا وعشقا
ذاته طريقك المعتاد.. فجأة اعترض انسيابك مجهول الابتسامة وهات يا أحضان.. ويا تراحيب.. مع رشة معتبرة من قبلات لزجة..!! وكلما حاولت لملمة اندهاشك شن عليك مزيدا من هجماته: “أحوالك..!¿ أخبارك..!¿ أيش مسوي..!¿ منين..!¿ إلين..!!¿ ومرغما تستفيق من هول صدمتك… وفي لهجة اعتذارية تامة التهذيب.. تستلطفه: عفوا يا أخي لكن من أنت..¿¿!! ولترويعك أكثر يرد عليك بما لا تتوقعه: معقول يا ذاك.. ما عرفتني..!¿ وقبل مصارحته باعترافك مغلظ الأيمان: لا والله يا أخي.. لا ما عرفتك يبصقك بذات استبشاره بك: هيا مع السلامة ولا تملك لك وله إلا توديعه وأنت تام الاستغراب مستوفي الانزعاج!!
(2)
ومجددا.. وقد نسيت ما نسيت مصادفة عوراء أخرى “يا مية هلا وغلا فيك يا الحبيب.. كيف الحال¿! تصافحه صامتا.. تقرر سرا تركه حتى ينهي مهذاره..! ومتدفقا معه في حركاته وإيماءاته.. تدقق في خيطان كلماته علك تتذكر الصوت أو تسترجع النبرة من ذكرى غابرة.. ولا تنجح تدرس تقاسيم ملامحه مسامة مسامة.. ربما تعثر في نتوء أو غيور موقفا عتيقا.. لكن لا.. يتوöجك الفشل الذريع مع كل محاولة..!
ولما تصمم على إنهاء الغرابة وتكاشفه بيقينك: “أخي.. يمكن إنك مشبöه يرفع منسوب ابتهاجه بك ويصرعك مجددا لا تشبيه ولا تشابه.. أعرفك عز المعرفة.. أنت فلان صح..!¿ مصعوقا ترد: صح أنا فلان لكن من أنت”..¿!! يربöت على كتفك كمن يهوöن مصيبة على عزيز: “أنا مش مصدق نفسي.. عادك لليوم ما عرفتني”¿ بصراحة: “لا.. لليوم ما عرفتك”, مشددا على حروفك في لهجة صارمة حادة قاطعة.. لكن سرعان ما يرديك صدى قهقهاته.. لا تدريها.. سرورا أنك فشلت في مسعاك تذكر من هو.. أو لأنه تفوق عليك في المطاردة حتى تواري عنك نهائيا.. إلى أن فقدته كله سيماء وصوتا واسما..!
(3)
ووحيدا.. كلما تهابب في خيالك غباره غرقت في لجöي متلاطم من حيرة وفضول عتي ذكرياتك القدام: تتعالي تتدافع تتصادم.. لا تهديك إلى يقين ولا ترسو بك في اكتشاف.. لكن الأمواج الهدارة تتلاعب بك إلى ذات الجزيرة القفر.. هدوء موحش.. رمال شاسعة كلما قطعت منها خطى متقصيات كلما غاصت طمأنينتك قعر الانفعال وغب القلق..!¿ وتتكرر العملية في دورة مضنية مقيتة قاتلة.. حرب أعصاب.. بكل اختصار.
(4)
أنا داري/ “أنا داري وعالم أين قلبي.. ولكن منكم لا أسطى ولا أجزم”/ أسمعني من عيون الغناء الصنعاني/ تمام.. أنا داري إن الوضع غير منطقي لا تفضي عبثيته إلا إلى الجنون/ الجنون المطبق/ فعلا.. لكن إهدأ.. فكر معي للحظة.. خلينا نجمع المبعثر من النقاط.. علشان نرتب الحروف بشكل صحيح/ بعدك/ خلينا نبدأ من المعطيات/ إبدأ بما تريد/ المعطيات على الأرض تقـــ.. لا ليست على الأرض.. إنها داخل جمجمتي/ تمام.. المعطيات الأولية/ والأساسية والرئيسية/ تمام.. معطيات تتلخص في أمر جوهري: أنك متأكد وواثق أنه فلان بعينه هو هو لا محالة.. ولدي أدلة دامغة تدعم ادعائي/ تمام.. إذن نبدأ من الصفر من المعطيات أو من الصفر.. !¿ ربشتني الله يسامحك/ سايرني لو سمحت/ سايرني وهدي واترك التحدي/ أيش هذا..¿ / عبارة قريتها مرة فوق فريم حافلة.. الورا.. الخلفي.. لكن الأحلى منها: من باطل الناس إبليس قدم استقالته.. وباقي بس بس.. إحنا في أيش وأنت في أيش/ سامحني/ مش أنت اللي طلبت مساعدتي.. ¿!/ أكيد.. وأكرر اعتذاري/ ما علينا.. نرجع إلى موضوعنا/ المعطيات ..!!¿ / خلاص حددناها .. ثقتك أنه فلان/ وأبصم عليه بالعشر والعشرين/ تمام إذن السؤال الملح والمشروع والمنطقي هو .. /.. هو ..!¿/ هو ..!¿ ألوه هو .. تحاكى عنه ..!¿ / ليش ..!¿ / ليش أيش ..!¿ تتحاكى به ..!¿ / لا .. ليش فلان هذا بالذات يتصرف معاك هكذا ..!!¿ / ما تقول .. “لغاجة” / تمام .. لكن من الناحية السايكولوجية / يا منعاه يا داعاه .. حاكيني عربي / أكثر من كذا صعب/ يارب سهلها لي/ أنت معي..!¿ أكيد معاك .. تمام .. سايكولوجيا تصرف شخص هكذا قد يكون راجع لواحد من سببين/ نور على نور.. والأول هو.. ينتقم منك/ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. ليش هكذا ..!¿/ يمكن زمان خلال معرفة قديمة ببعضكما يمكن تقرب منك حاول كسب صداقتك.. لكنك ولسبب معين صددته عنك يمكن/ وبرجوعه المراوغ هذا في الوقت الحالي يحاول مستميتا استمالة قلبك إليه وتعريفك على صفات ومزايا في شخصيته.. يمكن كانت غايبة عنك/ كلام معقول/ لذا فهو في شدöه وجذبه لك .. صحيح أنه يوترك لكنه يشوقك إليه ما يحول اللعبة إلى لغز سهل عسير عليك أنه تحله بأي شكل كان/ صدقت والله/ لكن وعندما يحدث هذا ويوافقك أنه فعلا هو فلان بعينه يكون قد أكمل انتقامه منك.. وكأن لسان حاله يقول: هذا أنا على حقيقتي ومثلما خسرتني زمان الآن أنت تخسرني لكن أكثر وأشد حسبنا الله و