الكنين وادي الصياري

عبدالرحمن بجاش


 - بين ((النكب والنكب)) عالم من الخضرة والماء ووجوه حسان مرت من تلك الطرقات صباحات الاخضرار , يوم كان الأخضري لا زال يعمر أيام الجمال بصوت علي الاعوج (( واص

بين ((النكب والنكب)) عالم من الخضرة والماء ووجوه حسان مرت من تلك الطرقات صباحات الاخضرار , يوم كان الأخضري لا زال يعمر أيام الجمال بصوت علي الاعوج (( واصبايا فوق بير الماء والدنيا غبش )) , بين غبش وغبش قرى تتناثر من بين أقدام الكدرة إلى أحضان المداحج هناك حيث يتسلق سيل ((مداحص)) مدرارا أيام الرعي والسبولة والعكاب وشن المطر يا غمامة, تتنشنش الدنيا لزنينة مطر , فما بالك بالنبع يرسل حبات الفضة قصة عشق أزلي بين الماء الزلال والصخور , يرسم أجمل خطوط الأمل في النفوس التي لا تزال قادرة على الابتسام زهورا وورودا وحنا وعرقوص وهرد على خدود الوجوه النضرة , من أين لي فرشاة السماء أرسم بها التعرجات صعودا إلى وادي الصöياري …هبوطا من وادي الجنات يشق بالخضرة جوف الصخور , ينبت دندل , وأشجار عمبة , وزهور لا تدري كيف تتكون الوانها إلا إذا عرفت سر أين يتخلق الأمل , حين تحمل كفيك في عينيك تقودك قدماك إلى واد لا تدري كيف تفتق ذهن أحدهم وأسماه الجنات , بالتاكيد كان عاشقا ولهانا لألوان الصخور المعشقة بالصباحات المبلولة بندى كل فجر مر من هناك , وغبش الشفق يتدندل على ملامح الوجوه النضرة وأيام الوله الربيعي بالأرض التي انتجت عشق الإنسان للأرض ,,,,عند نقطة مائية يقبل وادي الصياري وجنتي وادي الجنات ويواصلان رحلتهما إلى وادي الأهجوم حيث وضعت قلبي هناك في سائلة جبران تتدفق غيثا ..مطرا …قل حبا للأهل يتعلقون في الفضاء ساكنين حيث تصل الصقور فقط ….وثمة نكب بين المداحج والجنات والصياري والكنين هناك حيث آثار ((علي شداد)) ذلك البحار العجوز الذي راقص الفاتنات حيث قضى جل عمره في حضن البحر أو في نفس المكان الذي تجاور فيه همنجواي والبحر يكتب رائعته (( العجوز والبحر )) , هنا بحرة قرية ((العكبين)) المطل على أودية الماء الذي يشكل لوحات رسمها من رسم الكون , لا تزال الحكاية تروى : علي شداد يعزم أهل العكبين قريته التي تتدثر بالغمام كل غبش فجر , يقول لزوجته القروية : (( شاقلك مثل الفرنص: سلسلي كافي مدام , وانتي اسكبي القهوة )) قبلها كان قد قال لها (( قهوة مزبوطة )) , ليظل ينتظرها بلا جدوى , ليدخل ليجد القهوة مسفوحة في الأرض , يصيح في وجهها : مو عملتي ¿ تقول ببراءه (( مش قلتلي أعمل القهوة وازبöطة )) , طلقها علي شداد ..كان يريد ان يظهر فرنساويا وقد لبس السروال ابو علاقيات , لتظل الحكاية على الالسنه حتى آخر مطره هذا الصيف المضمخ بالأمل , كان علي شداد بحارا هناك في البحار البعيدة , والحكاية ترددها القرى عنوانا لأيام زمن كان جميلا برغم كل التعب …

قد يعجبك ايضا