تصريحات الدول العشر ¿¿
د/ عبدالله الفضلي
كلما اجتمع الأخ رئيس الجمهورية بسفراء الدول العشر على مدى السنوات الثلاث الماضية لمناقشة الأوضاع في اليمن على كل الصعد لا يسمع من هؤلاء السفراء إلا كلمة واحدة لا ثالث لها وهي نحن ندعم اليمن من أجل تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية كما ندعم الرئيس هادي ونقف إلى جانبه من أجل تحقيق الانتقال السلمي للعملية السياسية في اليمن والوصول بها إلى بر الأمان , ومرة أخرى يصرحون بتصريح آخر وهو نحن مع وحدة وأمن واستقرار اليمن , وقد سمعنا كلمة الدعم للمرة المائة ولكن لا ندري أي دعم هذا وما نوعه وما هي نتائجه على أرض الواقع , وفي ظل هذا التأييد وهذا الدعم الشفوي المعتاد دخلت اليمن في منعطفات خطيرة وأحداث وتطورات ومعارك ومواجهات عنيفة أسفرت عن الكثير من القتلى والجرحى وخسائر مادية فادحة , ورغم ذلك لم نلمس أي نوع من هذا الدعم الذي يبث من خلال الوسائل الإعلامية , وما زالت الدول العشر حتى هذه اللحظة تعلن دعمها وتأييدها المطلق للرئيس وللعملية السياسية في اليمن , وقد مرت اليمن منذ 8 أشهر بأصعب الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية ما لم تشهده من قبل وهي مرحلة وأحداث قاسية لم تمر بها حتى دولة الصومال الفاشلة .
وكان من أهمها وأشدها وطأة هي مشكلة انعدام المشتقات النفطية الخانقة والتي شهد فيها الشارع اليمني أصعب وأطول طوابير للسيارات أمام محطات البترول التي قد تصل أحيانا إلى عشرة كيلومترات وقد يستغرق الانتظار في الطابور حتى يصل المواطن إلى أمام المحطة ليحصل على لترات من البنزين إلى يوم كامل , ناهيك عن المعارك والزحام والتكالب على شراء النفط وإطلاق الرصاص الحي أمام محطات البنزين , ورغم ذلك لم تحرك الدول العشر ساكنا أو تمد يدها البيضاء لمساعدة ومساندة اليمن على الأقل لتوفير المشتقات النفطية للتخفيف من حدة الأزمة أو دعم البنك المركزي اليمني بالعملات الأجنبية كودائع أو هبات أو مساعدات , وظلت تنادي بالدعم الشفوي حتى وصلت اليمن إلى شفا الانهيار الاقتصادي الكامل مما دعا الحكومة والدولة إلى اتخاذ قرار الجرعة المجحف للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة من خلال رفع أسعار المشتقات النفطية وما آلت إليه الأوضاع في اليمن وما انتهت إليه من تداعيات خطيرة أسفرت عن قيام غضب شعبي عارم وسقوط العاصمة وما تخلل ذلك من رعب وخوف لدى كل مواطن وأدى إلى فرار الكثير إلى خارجها , كما عانى الناس من انقطاع المياه وارتفاع أسعارها بصورة لم يسبق لها مثيل إضافة إلى معاناة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار السلع الغذائية بصورة مفجعة ومفزعة , والدول العشر تمتلك المليارات المتراكمة في البنوك , ورغم ذلك فإن الدول العشر صم بكم عمي فهم لا يبصرون , ولم يقدموا لليمن شيئا يذكر والشعب اليمني يعاني سكرات الموت من الجوع والعطش والظلام الدامس وانعدام فرص العمل والدول العشر مصرة في ترديد نحن ندعم ونؤيد عملية الانتقال السلمي للعملية السياسية في اليمن , كما ندعم الأمن والاستقرار , في الوقت الذي بات الأمن والاستقرار في مهب الريح ويا فصيح لمن تصيح فأي دعم هذا الذي يدعونه .
يقول الشاعر الشعبي العربي :
إذا لم تكن لي والزمان شرم برم
فلا خير فيك والزمان ترللي
أي إذا لم تقف معي في زماني الشر المبرم القاسي فلا خير فيك وزماني يريحني .