حديث عن التعليم!!
أحمد عبدربه علوي
قد يفهم مسؤولو التعليم أن التطور هو تغيير مسمى السنوات أو زيادة سنوات مرحلة معينة دون أخرى لأنه في الحقيقة مطلوب تطوير التعليم نحو الأفضل وتحسين مستوى المعلمين بتغيير أسلوب التعليم كما لا بد من تغيير مفاهيم المعلمين لأن المهنة ليست تجارة للربح من دماء أولياء الأمور نحن جميعا في انتظار التطوير الصحيح الذي ينتظره المواطنون من أجل مستوى أفضل ومستقبل يهدف بالضرورة إلى مصلحة الأجيال القادمة .. أيضا أوضح هنا وأقول: جودة التعليم مهمتها صعبة فقبل العمل على جودة التعليم لا بد من وجود التعليم نفسه الفوضى التي يشهدها قطاع التعليم الآن لابد لها من وقفة لا بد أن نحدد ماذا نريد من هذه الأعداد الهائلة التي تتخرج من المدارس والمعاهد والجامعات مئات الآلاف من الخريجين الآن تعني مئات الآلاف من العاطلين نريد تخطيطا علميا يجعل القبول في الجامعات ليس بالمجموع ولكن حسب حاجة المجتمع لكل مهنة من الأطباء والمهندسين والمدرسين ..إلخ ومعه تجعلنا أيضا نهتم بالتعليم المهني التقني لأنه لبنة أخرى من لبنات نهضة المجتمع واقتصاده لابد من تغيير ثقافة المجتمع نحو هذه الفئات الحرفية بالذات نعطيها احترامها وتقديرها الأدبي والمادي .. نهضة الأمم تحتاج إلى كل أنواع التعليم العقول والسواعد على السواء وحتى لا تتحول إلى بلد شهادات .. الجدل زاد وأشتد حول إصلاح التعليم وكل يوم تخرج فكرة أو مشروع تحت دعوى إصلاح التعليم والمناهج وغيرها من المشروعات والدعاوى التي لا تأتي بأي نتيجة والأمثلة كثيرة حول هذه المشكلة إنما ليس هناك حاجة .. في الزمن الراهن والعجيب في الأمر لم يحاول أحد أبدا الاقتراب من تلك المشكلة الرئيسية التي نتج عنها كل مشاكل التعليم ألا وهي مشكلة تكرس الفصول بأعداد كبيرة من الطلبة إلى 70 و80 وأكثر من التلاميذ لا يجدون موقعا لقدم ليجلسوا أو حتى يقفوا فيه .. أما المدرس “الغلبان” فعليه أن يفرض النظام أولا في الفصل قبل أن يبدأ في شرح الدرس وهذا أمر مستحيل وتنتهي الحصة وهو لم يستغل من وقتها سوى دقائق معدودات للحديث عن جزء يسير من الدرس .. كل من يتحدثون عن إصلاح التعليم يعلمون مدى خطورة هذه المشكلة وهي زيادة أعداد التلاميذ وتكدسهم في الفصول مما يعوق العملية التعليمية تماما لذا ونحن هنا ننبه القائمين على هذا الموضوع بأن التعليم المتطور والمتكامل في الأدوار التربوية والتعليمية والمعرفية والمراعي للجوانب التنموية واحتياجات سوق العمل هو الكفيل بتحقيق النهوض الحقيقي لليمن لذا يمكننا القول: ربما تختلف الآراء وتتباعد الرؤى وتتحدد الأهداف وتتشعب المقاصد حول التعليم وتطويره إلا أن الجميع يتفق في أننا نرغب في خلق أجيال متعلمة تتخذ من العلم طريقا للغد ومنهجا لصياغة المستقبل ويجب أن نضع في اعتبارنا أن التطوير يعتمد على إيجاد صلة قوية بين الطالب وما يتعلمه فيشعر بمتعة التعليم ولا يرضى عنها بديلا .. كما نود أن نوضح هنا أن إصلاح التعليم يبدأ أولا بإصلاح المدرس فالمعلم أولا وكل شيء بعد ذلك مجرد فروع وباستطاعة أي أحد أن يقيم نهضة تعليمية حقيقية بمعلم ممتاز وبمدرسة على الأرض وفي الهواء الطلق.. المعلم الجيد يعتبر أحد المحاور الرئيسية التي ترتكز عليها عملية إصلاح التعليم والاهتمام بالمعلم الجيد ليلاحق التطور العالمي ويستطيع بالتالي إعداد تلاميذه أعدادا يتناسب مع المستقبل الذي ينتظرهم خاصة أن مهنة التدريس الآن تكاد تصبح مهنة لمن لا مهنة له ويكاد ينحصر دور المعلم في عملية نقل المعلومات وتلقينها ففقد بذلك دوره التربوي في التوجيه والإرشاد وتعديل سلوك المتعلم نحو البحث والخلق والابتكار وقد ساعده على ذلك المناهج التقليدية في مدارسنا والتي تعتمد على الحفظ والاستظهار فقط .. دعونا نعترف أن التعليم بات مشكلة المشاكل في معظم البيوت اليمنية شماله وجنوبه بداية من محاولة إلحاق الأطفال بمدارس رياض الأطفال والمدرسة الابتدائية حتى محاولة إيجاد موضع قدم داخل أسوار الجامعة ونتيجة لازدياد الطلب على التعليم مع وجود المشكلات التقليدية من النمو المتسارع للسكان والهجرة العشوائية من الريف إلى المدن مع تزايد حالات الفقر أصبح التعليم مشكلة مستعصية خاصة في دول العالم الثالث ذات الموارد المحدودة ولم يعد في مقدور الحكومات وحدها مواجهة كل ذلك بعيدا عن الجهود الذاتية للمجتمع المدني.
إن التحرك المدروس للنهوض بالتعليم بما يتناسب والتوافق الوطني على اعتبارها قضية أمن قومي لا بد أن يحظى بسرعة وأولوية الاهتمام من جانب أجهزة الدولة وكل التنظيمات السياسية والشعبية .. من الضروري أن يأتي هذا التحرك وفق خطوات وجدول زمني محكوم بخطة عمل مح