بعيدا عن السياسة

أحمد الكاف

 - إبان الثورة الثقافية التي شهدتها المنطقة العربية غدت حياتنا الثقافية جزءا من حياتنا الاجتماعية وتنوعت مصادر ثقافتنا بين التراث والفكر والأدب والشعر, بل شملت مناحي الحياة الأدبية
إبان الثورة الثقافية التي شهدتها المنطقة العربية غدت حياتنا الثقافية جزءا من حياتنا الاجتماعية وتنوعت مصادر ثقافتنا بين التراث والفكر والأدب والشعر, بل شملت مناحي الحياة الأدبية والعلمية وكانت دواوين الأدباء والمفكرين والشخصيات الاجتماعية منابر لرواد الثقافة من مختلف الأعمار ومازالت هناك معالم لعدد من الدواوين وتحولت اليوم إلى منابر سياسية في ظل الظروف السياسية التي تمر بها أمتنا العربية.
وبلادنا شأنها شأن بقية البلدان العربية تأثرت بالمتغيرات السياسية وغدت دواوينها الأدبية والثقافية منابر سياسية بل غدت السياسة تلاحقنا في كل مكان في البيت في المقهى والسيارات والشارع والمقايل وفي كل مكان حتى أن السياسة لا تفارقنا إلا عند الخلاء بل إن الإنسان في الخلاء يفكر في السياسة.
بيد أن التلفاز والذي أصبح من مصادر الثقافة أصبح أيضا منبرا للسياسة في الماضي القريب كانت المسلسلات والأفلام العربية الاجتماعية والثقافية تحظى باهتمام المشاهد وعوضتنا عن مصادر الثقافة الأخرى لكن اليوم ومع تطور مسار مصادر الثقافة ومن خلال تعدد قنوات البث التلفزيوني أو ما يعرف بالإعلام المرئي تحولت هذه القنوات إلى معترك سياسي .
بل ساهمت في تشتت الرأي لدى المواطن ونسي العلم والثقافة والأدب, اللافت للنظر أن جيلنا الحالي أصبح يخوض المعترك السياسي بموجب ما يتلقي لا بما يشارك مما اكتسبه من شتى فنون الثقافة التي كنا نستلمها من الكتب ودواوين الثقافة وهذا مكمن أخطاء المثقف العربي اليوم.
إننا اليوم بحاجة إلى ثقافة صحيحة وسليمة تنير لنا طريق المستقبل من جديد ومن خلال العودة إلى جذور ومنابع الثقافة وهي الكتاب أولا ومن ثم أحياء دور الدواوين والتي كانت زاخرة بالأدب والشعر والمساجلات والنكت والفكاهات والقصص ونعطي وقتا ولو حيزا لإعادة الاعتبار لمصادر الثقافة فهي مصدر التحضر والتقدم والازدهار ومنبع الفكر والتبادل الثقافي بين مختلف أطياف المجتمع مع نوع من الحوارات السياسية الهادفة والبناءة والتي تكسب الجميع حب الأصالة والمعاصرة والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية.

قد يعجبك ايضا