نفس قصير

محمد المساح


 - امتدت خيوط.. وألتفت وتشابكت ما بين غريب وجد نفسه على شاطئ من شواطئ الدنيا.. ووجه جميل بزغ من وسط الماء المالح.. الشديد الملوحة.
ولأن العطش واللهيب المتقد في القلب
امتدت خيوط.. وألتفت وتشابكت ما بين غريب وجد نفسه على شاطئ من شواطئ الدنيا.. ووجه جميل بزغ من وسط الماء المالح.. الشديد الملوحة.
ولأن العطش واللهيب المتقد في القلب أضاع على العقل التمييز.. ما بين المفترض حقيقة والمفترض خيالا.. جعل صاحبنا يخوض المملحة غير عابئ باللهيب الذي يزداد ضراوة واشتعالا ويحرق بقية ما بين العطش الذي جفف مسالك الجسد والروح فطفق يخوض ذلك البحر الرجراج ملحا.. وحرارة صهد.. وشمسا حارقة وذاب.. في الأجاج ذاتب.. وتلاشى وظلت الأشياء.. كما هي عليها ريح يصخب.. يتبعه سكون وتظل الأشياء.. تتفاعل في دواخلها وهي تفك أسارها من شبكة تلك القوة الغريبة التي ظلت مهيمنة على روحه المسكينة.
وعلى نهاية خط الأفق.. وجدت النفس حالتها الحقيقية حرة خفيفة تتماثل مع الهواء الطائر في الفضاء.. لا أحد يحبسه في زنزانة المتعارف عليه وسيطرة تلك القوى الخفية التي كانت تخنق الروح وتستعبده باسماء لا تنطق وبيارق لا تراها العين.
وفي نهاية الخط.. والأفق يفتح خطوطا رحبة تشبه تليم الزرع النامي اخضرارا على مدى النظر.. يبهج النفس ويأخذها في جولة بديعة تغرق في الأخضر.. وتبعد (الذحل) الذي كان عالقا في جدرانها المتداعية بفعل الأملاح والرطوبة في آخر الخط.. وافتتاح الأفق أضواء وألوانا.. على كل الأماد تابعت الأقدام خطوها.. لا تخشى خوفا أو رهبة.

قد يعجبك ايضا