في العيد وغيره

واثق شاذلي

مقال


 -     
ها نحن في اليوم الثاني من الأيام المباركة لعيد الأضحى أعاده الله عليكم وعلينا والمسلمين في أرجاء الأرض والجميع في أحسن حال واهدأ بال.
نعم لم

ها نحن في اليوم الثاني من الأيام المباركة لعيد الأضحى أعاده الله عليكم وعلينا والمسلمين في أرجاء الأرض والجميع في أحسن حال واهدأ بال.
نعم لم يعد لكثير منا من مطمع في حياتنا هذه وبلدنا هذا إلا حسن الحال وهدوء البال , بعد أن أخذنا كثير من الساسة والقادة إلى جبال لا نقوى على صعودها ووديان لانستطيع قطعها وأراض يصعب علينا دخولها .. هي أراضينا ولكن بعد أن أصبحت غريبة علينا وأصبحنا غرباء عنها .
إنه العيد لايمكن لنا أن نجتر الآلام خلال أيامه السعيدة .. كيف تختلط السعادة بالألم , هل لايمكن لنا أن نسعد ونفرح ونطرب حتى في أيام العيد .. إذن فمتى¿!
كنا ومازلنا نظن بالأيام خيرا ونأمل بأن الغد أفضل من أمس واليوم والعام القادم أحسن من السابق والجاري , ولكن هناك من يخطط ويدبر أن لا نرى من الأيام إلا السوداء منها وأن لانبصر نور الصباح ونمتع الفؤاد بأزهار الدنيا وورودها وجمال مخلوقات الله بمختلف أشكالها وألوانها وأن لايكون حظنا من الدنيا إلا ذلك الوجه العبوس.. هذا في حياتنا ولا ندري ما هو مكتوب لنا في آخرتنا … هؤلاء الذين سنظل نشير إليهم بأصابعنا حتى تمتد إليهم أيادينا بالقانون وتقديمهم إلى العدالة لمحاكمتهم ومحاسبتهم على ماراتكبوه في حقنا وحق بلدنا وتسببهم في استمرار فقرنا وتخلفنا ودفعهم ببلدنا إلى هاوية الضياع.
كلما حاولت البقاء في أجواء العيد سحبتني وقلمي العواصف الراعدة إلى مواقع الأوجاع, ألا يكفي في مدينة كعدن التي ولدت ومازلت أعيش فيها أن أعاني وغيري عذاب الحصول على الماء والكهرباء سنوات طوال دون بارقة أمل في حل قريب , وأن ينقطع الماء عن المدينة نهائيا في الأيام التي تسبق وقفة العيد , والحال في بقية أنحاء الجمهورية لايختلف عن ذلك إلا بأنه أسوأ منه . وفوق هذا وذاك فقد وجدت مؤسسة المياه في نفسها القدرة على نشر إعلان تهديدي للمواطنين أنذرتهم فيه بإحالة كل من يتخلف عن تسديد فواتير المياه إلى النيابة , وبهذا أكدت المؤسسة المثل القائل” ضربني وبكى وسبقني واشتكى” .. بدلا من أن نشكو نحن مؤسسة المياه ومسئولوها إلى القضاء لعجزهم وتقاعسهم عن القيام بمهامهم وما يصيبنا بسبب ذلك من أضرار, وهم يحصلون على رواتبهم وعلاواتهم المتعددة من دم ضرائب المواطنين وإلقائنا في صحارى الربع الخالي أو رملة سبعتين بدلا من بحثهم عن حلول حقيقية لأزمة المياه أو إعلانهم الأسباب الحقيقية وراءها دون خوف أو خشية .
اللهم رحمتك وعفوك … ارحمنا في عيدنا وفي غيره من أيامنا فلم يعد لنا سواك نلجأ إليه بعد أن تقطعت بنا السبل وتباعدت أسفارنا داخل وطننا.

Wams2013@hotmail.com

قد يعجبك ايضا