الخروج الآمن من الفترة الانتقالية

حسن أحمد اللوزي حسن أحمد اللوزي

 -  لقد ضاقت الأحوال بالبلاد حتى كادت تنسد من كافه الجوانب عدا الجانب الذي صار يزعزع الإيمان ويتغلب على الحكمة بل ويلغي العقل والتفكير السليم في الاتجاه الحضا

لقد ضاقت الأحوال بالبلاد حتى كادت تنسد من كافه الجوانب عدا الجانب الذي صار يزعزع الإيمان ويتغلب على الحكمة بل ويلغي العقل والتفكير السليم في الاتجاه الحضاري الصحيح ! الجانب الذي مازال يعمل فتكا بالحياة وكل معانيها الاستخلافية المقدسة ومراميها الحضارية النبيلة
1 _ سفك الدماء 2 _ إزهاق الأرواح 3 _ إهدار الامكانيات والطاقات والمكاسب 4 _ زعزعة الامن والاستقرار وإقلاق كل البلاد. 5- خدمة مآرب أعداء الوحدة اليمنية !

كل ذلك مع بصيص من النور والأمل مع تواصل الحوار ..الحوار ..الحوار.. نقول ذلك ونكرر. . والثقة الكبيرة مازالت في مكانها في الخروج من هذه المحنة المركبة في الرؤية الواضحة للخطوات المتبقية لإنهاء هذه الفترة الانتقالية التي كادت تتحول الى مجازر انتقامية لأسباب كثيرة اخطرها فقدان الثقة ?وعدم الاهتمام بمعالجتها في طريق المصالحة الوطنية لأنه لا يكفي مطلقا الاتفاق على أي من الأحكام والامور حتى ولو كانت من الثوابت الوطنية.. وأساسيات القواسم المشتركة مالم نصل إلى تطهير القلوب من كل الضغائن والاحقاد وغسل النفوس والعقول من كل المطامع والأهواء الذاتية .. والولاءات الضيقة ليكون الولاء كله للمصلحة العليا للشعب والوطن والتي تقتضي بل وتوجب ايقاف التناحر والاقتتال الذي حتما سوف يخسر فيه الجميع دنياهم وأخرتهم على حد سواء!!

وأعود لعنوان الموضوع وأوجز القول بأن اللحظة التاريخية لا تتطلب أكثر من الصبر العظيم.. والتحمل لكل الاعباء وصور العناء من اجل مساعدة اللجنة المشكلة لصياغة الدستور لتنهي المهمة الجليلة التي كلفت القيام بها بالصورة المقررة والمطلوبة وبالأمانة التي تعهدت بها .. والاخلاص الذي سارت عليه وفي أقرب وقت ممكن وبحيث تأتي الصياغة النهائية مقبولة اولا من كافه الاطراف المعنية ولا أعني بذلك أطراف المبادرة الخليجية وألآلية التنفيذية المزمنة فقط وإنما أعني كافة أطراف الحوار الوطني وفي مقدمتهم الحراك الجنوبي وانصار الله والتزام الشفافية في كل خطوة يتم اتخاذها في هذا الشأن المصيري الخطير .. والاعلان عنها سواء في صورة مواقف متفق عليها او مختلف عليها ليكون الشعب في الصورة الكاملة تجاه مواقف كل طرف لقياس ذلك بمعيار المصلحة العامة التي لا يختلف عليها أو حولها اثنان.. وبحيث يتحقق الاجماع المطلوب الذي سوف يقوم هو بكل مكوناته بعد انزال مشروع الدستور الى الشعب في اصطفاف وطني شامل لا يخرج منه أو عنه أي طرف أو أية جماعة للنزول الى المنتمين اليهم من أعضائهم والمواطنين في كافة المحافظات لكسب الناخبين والناخبات للتصويت للدستور الجديد فيما يمكن تسميته بدستور الاجماع الوطني ! ومن اجل ان تسطع في كافة الصناديق و بإذن الله تعالى كلمة نعم للدستور(1) .. وليس ذلك على الله الحافظ للبلد الطيب ببعيد .
من لحظتها سوف تتعزز راسخة وخالدة الشرعية الدستورية في البلاد .. وترتفع في سماء الوطن اليمني الميمون راية الإيمان والحكمة والعقلانية.. ولتنتهي المرحلة الانتقالية التوافقية وتصير تاريخا تتعلم منه الاجيال كيف تسير قدما في الصراط المستقيم الذي رسمه الدستور الجديد .. ودون ان تلتفت الى الوراء!!

ونقول وداعا لكل الأحزان والآلام و الفجائع المعطلة للحياة الحرة والكريمة فمازال كل العقلاء يراهنون دون يأس على هذا الخروج الإيماني الحكيم.
وختاما:- يا أبناء قحطان وعدنان الله الله في إيمانكم.. الله الله في حكمتكم.. الله الله في فقهكم وفي انفسكم الغالية.. ووطنكم العزيز الغالي النضاح بنفس الرحمن!!

(1) إقرأ في صحيفة 26 سبتمبر عدد هذا اليوم كلمات ورؤى حول الهموم الدستورية ص6þ‫‬‬‬

قد يعجبك ايضا