ثلاثة مليارات للمدارس الأهلية.. لماذا¿¿

محمد عبدالله قائد

 - 
صعقت وأنا أتابع نتائج الثانوية العامة لهذا العام وأن أوائل الثانوية - طلابا وطالبات - جميعهم من المدارس الحكومية وليس هناك طالب واحد أو طالبة واحدة من المدارس الأهلية ضمن العشرة الأوائل على مستوى الجمهورية اليمنية .. فهل هذا من الناحية
محمد عبدالله قائد –

صعقت وأنا أتابع نتائج الثانوية العامة لهذا العام وأن أوائل الثانوية – طلابا وطالبات – جميعهم من المدارس الحكومية وليس هناك طالب واحد أو طالبة واحدة من المدارس الأهلية ضمن العشرة الأوائل على مستوى الجمهورية اليمنية .. فهل هذا من الناحية العلمية ممكن بحيث يتمكن طلاب المدارس الحكومية وحدهم من اكتساح طلاب المدارس الأهلية¿ وهل يعقل أيضا أن تحوز أربع محافظات هي أمانة العاصمة وحضرموت وتعز وعدن على نصيب الأسد في نتائج القسم العلمي وتتقاسم المراكز بينما 18 محافظة في طي النسيان.!!
ثم هل من المعقول أن تحوز المدرسة اليمنية الحديثة والمدرسة التركية من أمانة العاصمة وحدهما على الثلاثة المراكز الأولى في القسم الإنجليزي بينما تضع المدارس الأهلية الأخرى في 22محافظة رأسها في التراب وفشلت في أن تدفع بطالب واحد ضمن أوائل طلاب الثانوية العامة في القسم الإنجليزي.
إن هذه النتائج أصابتني بالذهول من التعليم في المدارس الأهلية خاصة وأن الآباء ينفقون ما يقارب الثلاثة مليارات مقابل رسوم تسجيل وقيد في المدارس الأهلية على مستوى اليمن ثم نفاجأ بأن لا أحد في القسم العلمي يتبوأ أحد المراكز العشرة!!
لا أريد أن أشكك مباشرة في العملية التعليمية والتربوية في المدارس الأهلية أو في قدرة بعض المدارس منها على التفوق والتميز في التدريس والخدمات الأخرى ولكن تلك النتائج لا تبعث على الاطمئنان على سلامة النظام التعليمي بأكمله داخل المدارس الأهلية.
ولو كنت وزيرا للتربية والتعليم مسئولا عن اعتماد تلك النتائج لتوقفت كثيرا أمام مدلولاتها ولربما قررت النزول إلى كل مدرسة أهلية في جميع المحافظات وتفقدت أسلوب الطريقة العلمية ثم أقرر إغلاق جميع المدارس الأهلية التي لم تحقق نتائج إيجابية وأبقيت على البعض من المدارس الأهلية التي ستقوم بعمل تعهد بأن تحسن من مخرجاتها التعليمية وتتعهد بأن يكون من طلابها أوائل ضمن العشرة على مستوى الجمهورية اليمنية ما لم فيتم إغلاقها.
النتائج لهذا العام تؤكد أن هناك خللا ما في النظام التعليمي.. والوضع الطبيعي أيضا يشير إلى عدم وجود فروق جوهرية بين المدارس الحكومية وبين المدارس الأهلية فيما يتعلق بالمنهج الدراسي وطرق التدريس وقد يكون مستوى المعلمين السبب في ذلك وإذا وجدت مثل هذه الفروق فهذا يعني أيضا أن هناك خللا ما في النظام التعليمي وأن السكوت على هذه الظاهرة وعدم تفسيرها للناس سيؤدي إلى فقدان الثقة بشكل تام في النظام التعليمي لدى المدارس الأهلية.
إن على قيادات المدارس الأهلية أن يتداركوا هذه الظاهرة المزعجة التي لاشك ستجعل أولياء الأمور يراجعون حساباتهم في الدفع بأبنائهم نحو مدارسهم وسيبدؤون بالتفكير في الانتقال للمدارس الحكومية ليضمنوا مستوى تعليميا أرقى وأفضل ونتائج تضمن لهم الدخول في أفضل الكليات, خاصة وأنهم أكثر قدرة ماليا على الاهتمام بأبنائهم ومنحهم مزيد من الدروس الإضافية إذا ما اضطروا إلى ذلك .
وفي دراسة لما ينفقه الآباء الذين يعلمون أبناءهم في المدارس الأهلية مقابل رسوم قيد وتسجيل ما يقارب الثلاثة مليارات ريال .. وأمام هذا الرقم الكبير هناك سؤال : ما الذي كسبه طلابهم وطالباتهم مقابل ذلك طالما أن هذه المدارس الأهلية لم تستطع أن تنتج طالبا واحدا ضمن العشرة الأوائل على مستوى اليمن.
نعم.. يجب على قيادات المدارس الأهلية أن تتسابق بشكل متساو مع المدارس الحكومية نحو التفوق وأن لا تكتفي بأن تظل مجرد كومبارس .. بل عليها أن تثبت لأولياء الأمور أن المدارس الأهلية ليست مكانا لحفظ أبنائهم من الدخول والخروج فقط بل موقع تعليمي متميز يضمنون معه لأبنائهم أن يتعلموا التعليم الصحيح مع التربية السليمة ..فخلف كل أمة عظيمة تربية عظيمة وتعليم متميز!!.

قد يعجبك ايضا