إمكانيات الوزارة لا تستوعب توظيف مبدع
لقاء / محمد صالح الجرادي

قالت هدى أبلان نائب وزير الثقافة أن الوزارة تسعى إلى ترتيب وضع جديد لدعم المبدعين عبر صندوق التراث والتنمية الثقافية وأشارت إلى لجان تعمل في هذا الاتجاه وبما يحقق الإنصاف والحد المعقول من الدعم الذي يحتاجه المبدعون بالإضافة إلى ما يساعد الصندوق على تأدية أدوار نوعية على صعيد مشروعات ثقافية كبيرة ومهمة .
واعترفت في سياق حديها هذا ل(ثفافي الثورة)بكون الوزارة مثلت جزء من الأعباء التي أدت إلى ضغوط في عمل الصندوق لكنها عزت ذلك إلى ضآلة إمكانيات الوزارة وعدم قدرتها على مواجهة متطلبات القيام بمهام ثقافية كثيرة .
*بداية وبحكم موقعكم القيادي في وزارة الثقافة نريد أن نتعرف على أشكال دعم ورعاية المبدعين التي تعتقدون أنكم تقدمونها لهذه الفئة ¿
-في الواقع نستطيع القول أن أشكال الدعم والرعاية الممنوحة للمبدعين تتمثل في ما يتقاضاه من صندوق التراث والتنمية الثقافية عل هيئة دعم شهري هؤلاء المبدعون الذين يمثلون مختلف الجوانب الإبداعية الأدبية والفنية وهو دعم نراه محدودا وضئيلا ولا يكاد يسد الاحتياجات الخاصة للكثير من المستفيدين من الدعم وبخاصة منهم الذين بلا وظائف ولا مصادر دخل من أية جهة أخرى .
* تصفون الدعم بالمحدود والضئيل ..لكنكم مؤخرا عملتم على عملية خصم لهذه المستحقات بمبرر إنقاذ الصندوق من الإفلاس ¿
نحن مسئولون عن هذا القرار ودعني أقول أن وضع الصندوق إجمالا لا يسر مقارنة بالصناديق الأخرى من حيث غياب المشاريع الثقافية والتاريخية التي يفترض أن يقوم بها وهي في الأساس مهام تدخل ضمن 17 هدفا لوجود الصندوق . أضف إلى ذلك ضآلة نسبة الإيرادات المقررة له مقارنة بالصناديق الأخرى .
*هل كل هذا نستطيع اعتباره مبررا كافيا للإحجام عن التوجه نحو العمل على مشاريع ثقافية ذات عمق وقيمة فعلية ¿
-هناك أعباء كثيرة وهي خلاصات أخطاء بلا شك طوال الفترات الماضية وربما حالت دون أن يكون هذا التوجه .
*لكن ليس بالمطلق أن لا يحدث مثل هذا النشاط ¿
-أتفق معك يفترض التوجه نحو انجاز مهام نوعية تتعلق بالكتاب والمدن التاريخية والآثار والمخطوطات ورعاية المبدعين أيضا .
* مقاطعا هذه الأخيرة قائمة لكن كيف يمكن أن تكون مهمة نوعية¿
-للأسف هذا الشكل من الدعم ذهب لكل من هب ودب وبالتالي أفتقده المستحقون.
* أنتم مسؤلون كجهة إشرافية عن هذه الوضعية ¿
-بلا شك وهناك إرادة جادة الآن للأخ الوزير الدكتور عبد الله عوبل باتجاه حل هذه المشكلة جذريا وإغلاق باب التقولات وفتح صفحة جديدة وشفافة في عمل الصندوق ونحن ننتهز هذه الإرادة ونعمل معا صفا واحدا على حل جميع الإشكاليات والوقوف على حقائق الواقع ووضع معالجات جادة وحقيقية تأخذ مداها الفعلي والعملي خلال الفترة القريبة القادمة وانطلاقا من حيثيات وصول الصندوق إلى هذا الحال من العجز وعدم القدرة على مواجهة استحقاقات مهامه وأهدافه .
* قبل أن أجري معكم هذا اللقاء كان الحديث في أروقة الوزارة عن لجان تبحثون تشكيلها لمهمة معالجات الوضع في الصندوق وبخاصة ما يتعلق بالإجراء الأخير الذي تحدد في خصم 25% من الدعم الشهري للمبدعين ¿
-نعم تم تشكيل لجان وستقوم بمهام مختلفة منها لجنة لدراسة المعايير الخاصة بالفنانين والأدباء والمبدعين إجمالا ضمن الحركة الثقافية ولترى حاجة كل واحد من هؤلاء إلى دعم الصندوق من عدمه وفرز الأسماء الحقيقية من الوهمية ..
*وهميه.. هل هذا افتراض أم مؤكد ¿
-هذا ما أظنه بالفعل .. ثم الأمر الآخر من هذه المعالجات وفي هذا الاتجاه هو عمل تجييل بحيث ليس من الإنصاف أن يتساوى في الدعم رموز ورواد كبار في الآداب والفنون مع آخرين ينتمون لأجيال قريبة وحاضرة ونحن بهذا نحاول أن نعطي الشيء اليسير من التكريم والتقدير وبما لا يعني اغماط التجارب الشابة حقها من الإنصاف في الدعم.
هناك أيضا لجنة أخرى ستعمل على دراسة واقع آفاق الإيرادات الخاصة بالصندوق وهذه إشكالية جوهرية في الواقع لأنه من الأسف أن نعلم عدم تحصيل الصندوق لما هو أساسي من إيراداته ..وهناك لجنة لدراسة وتقييم الوضع الإداري للصندوق وترتيب هذه الإشكالية على نحو ينسجم مع نشاطاته وأهدافه وتخليصه من أعباء إدارية ساهمت في ضغط سلبي على النفقات الضرورية .
*بالإشارة إلى مشكلة الإيرادات هل تتفقون أنها محصلة لتقصير في آلية المتابعة والتحصيل ¿
– اللجنة المكلفة بهذا الموضوع ستبحث الأمر وستكشف أين هي المشكلة ونحن كجهة إشرافية سيكون لنا حينها ما نقرره . على أننا لا نستطيع أن ننفي وجود تقصير أو إهمال في المتابعة وتحصيل الإيرادات لكننا مقابل ذلك ندرك الحدة التي تتعامل بها بعض الجهات مع الوفاء بالتزاماتها تجاه الصندوق وه