صوت الفنون لا صوت السلاح
واثق شاذلي
مقال
تصور نفسك أحد الذين يطعمونهم ويغذونهم بالعسل يوميا صباحا ومساء . من يقدر على الحصول على نقطة عسل نقية في بحر الغلاء والفقر والجوع الذي يبتلعنا مجموعة إثر أخرى , ومع ذلك فإذا التقيت بواحد من الذين يتكون طعام وجباتهم الثلاث في اليوم من العسل فقط ومر عليه زمن لا يتناول غيره… إذا التقيته وسألته هل هو راض عن حياته وطعامه ومعيشته فإنه سيجيب بالتأكيد … لا … هذا إذا لم يصرخ في وجهك قائلا من ذا الذي يقبل العيش على صنف واحد حتى وإن كان عسلا. إذا كان ذلك هو موقف من يعيش على العسل فقط فكيف سيكون حال من يتم إطعامه المرارة فقط بمختلف أشكالها وألوانها , صباحه علقم وظهره صبر وليله مر , إذا سألته سيلتفت إليك بعينين تحجر الدمع فيهما وهو يصرخ أنه يفضل الموت على هذه الحياة, فالموت راحة و( عز) كما يقولون . وقد يقول لك .. إما أن يرحمنا الله فيأخذنا إلى جواره أو ينزل غضبه وسخطه ويقضي على هؤلاء الذين أحالوا حياتنا إلى هم ونكد ورعب وقتال وانتظار لمعارك جديدة والخوف من المجهول وما ستلده هذه الأيام الحبلى بالرجس والنحس.
اقرأوا الصحف ( رسمية , أهلية , حزبية) وغيرها واستمعوا إلى قنوات التلفزيون وبرامج الإذاعات , وفيما يلي مجرد عينات لما تقدمه لنا من أطباق يومية على مدار الساعة .
– ضرورة احتواء الموقف وإنقاذ البلاد
– الصراعات الدامية تزداد حدة
– البلاد تنزلق إلى الهاوية
– منعطف خطير يمر به اليمن نحو المجهول
– تدمير جديد لأبراج الكهرباء وأنابيب النفط
– اليمن على كف عفريت
– سرقات مسلحة والعصابات تقيم نقاطا لتفتيش الناس
– أعمال فوضى لن يسلم من تبعاتها أحد
– ضد العنف ومع الحوار
– نعم للاصطفاف الوطني وضد العنف
– الخلاص من حالة الانسداد السياسي
– خطورة التمترس والمواقف المتشنجة
أي حياة هذه وأي معيشة ¿ !
قد يقول البعض إنكم ليسوا بمجبرين على قراءة الصحف والاستماع لقنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة , والواقع أن شعبنا الذي يبدأ عمله صباحا ولا ينتهي منه ليلا بحثا عن لقمة عيشه لا يريد الاستماع ومشاهدة ذلك ولكن هذه الوجبات المفروضة ما هي إلا انعكاس لواقع الحال الذي يعيشه الناس والوطن , ولا نعدم بالطبع بعضا من تلك الوسائل الإعلامية التي تتعمد زرع مزيد من الخوف والهلع في قلوب الناس , وعصر (الليمون) فوق الجراح المفتوحة لخلق ما يشبه اليأس في أفئدة العامة من النجاة والخروج إلى بر الأمان. الناس يهمها أمام المعميات هذه أن تعرف إلى أين يذهب بها قادتها وساستها والباسطون على حقوقها ووطنها.
قبل أيام قليلة من افتتاح مهرجان صنعاء السياحي استمعت إلى حوار قصير بين صديقين صحفيين شابين قال الأول للثاني … وهل هذا هو وقته.. ويقصد إقامة المهرجان في ظل أجواء الحرب فأجابه الثاني.. بل إنه الوقت المناسب فنحن بذلك نعلن رفضنا أساسا لهذه الأجواء المهلكة والتوتر ونؤكد تمسكنا بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية البشرية .. التفاهم والتناغم .. العمل المشترك , البحث عن أجواء أكثر صفاء وودا.. التعبير عن حياتنا من خلال الفنون والثقافة وليس الرصاص والبارود.
تحية لكل من قدم جهدا لهذا المهرجان
Wams2013@hotmail.com