الفقهاء في عهد الرسول¿
أحمد الأكوع
إذا كان الله سبحانه قد رزق النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما لم ينقل إلينا أن أحدا من الأنبياء عليهم السلام قد رزق من الصحابة كما كان قد رزق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الذين كانوا أعلاما مثله أمثال أمير المؤمنين عليه السلام- الذي بهر بفضائله الكافة واجتمع فيه ما تفرق في غيره من المناقب والمحاسن فإن عد الفقهاء كان عليه السلام فقيها منعما وعالما مقدما وإن ذكر الزهاد كان زاهدا خشنا قد طوى دون الدنية كشحا وأعرض عنها صفحا وإن ذكر القرآن كان حافظا غير مدافع قارئا بل مقرئا غير ممانع وإن ذكر الشجعان كان شجاعا بطلا يكر ولا يفر ويقبل ولا يدبر زد على ذلك أنه أول من أسلم في الطفولة ثم تنظر من دون علي من العلماء وكبار الفقهاء مثل: عبدالله بن عباس في فقهه لمتقدم في علمه وكان يقال فيه أنه رباني هذه الأمة.. وعبدالله بن مسعود الفقيه الزاهد الذي قيل فيه “كتف مليء علما” روى عنه إنه قال: إن في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يريد الدنيا حتى أنزل الله عز وجل قوله تعالى :”منكم يرöيد الدنúيا ومöنكم من يرöيد الآخöرة ثم صرفكمú عنúهمú لöيبúتلöيكمú ولقدú عفا عنكمú والله ذو فضúل على الúمؤúمöنöين” آل عمران 152″ ثم نذكر زيد بن ثابت ثم معاذ بن جبل ثم عمر بن الخطاب الذي لم يشك في فقهه أحد ثم عثمان بن عفان الذي لم يرتب في حفظه للقرآن ثم عبدالله بن عمر ثم حذيفة بن اليمان ثم الزهاد مثل: سلمان الفارسي فإنه مع زهده كان معدودا من الحكماء والعلماء وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “سلمان منا أهل البيت” ثم نرى أبو ذر الغفاري الذي صعب على الزهاد اقتفاء أثره في الزهد وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر.. وغيرهم.
ثم أن هؤلاء حازوا هذه الفضائل بل وحصلوا على هذه المآثر في مدة يسيرة لأنه لم يكن بين مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم وبين اختيار الله له إلى دار كرامته غير ثلاثة وعشرين سنة. ولذا فلنتساءل كيف بلغوا ما بلغوه في هذا الأمد القصير لنعلم أن ذلك كان بفضل الله وتوفيقه نبه به على نبيه المختار في صدق ما أدعا بل لا يبعد أن يقال: أن ذلك أية بينة ودلالة محققة.
شعر
أبطال غزة.. قلبي اليوم يغزلكم
يبكي الدماء التي سالت بلا سبب
شل السلام بأرض الحب فانطلقت
يا أهل غزة قلبي صامد معكم
بمغزل الحزن أوجاعا ويبكيكم
غير الصمود فزاد الكيد عاديكم
قذائف البغي بالأحقاد ترديكم
بالدمع أبكي وبالآيات أرقيكم.
“شاعر مجهول”